
ويطلق على عملية حماية التيلومترات ضد الشيخوخة "الساعة الكرموسومية" والتي تقصُر مع تقدمنا في العمر، وقام العلماء بدراسة مجموعتين من الرجال أصيبوا بسرطان البروستاتا بدرجة ليست شديدة لم تتطلب خضوهم لعلاج إشعاعي أو جراحة، وانقسم المشاركون في الدراسة إلى مجموعتين الأولى ضمت 25 رجلاً لم يقوموا بتغيرات كبيرة في حياتهم، والثانية 10 رجال قاموا بتغيير جذري في نمط حياتهم تحت إشراف أطباء وخبراء تغذية وعلماء نفس.
وتغير النمط الغذائي لهذه المجموعة إلى الاعتماد على نسبة عالية من البروتينات النباتية، والفواكه والخضروات والحبوب غير المكررة، واتسم هذا النظام الغذائي بانخفاض الدهون والكربوهيدرات المصنّعة، كما تعلم أفراد هذه المجموعة تقنيات اليوغا للحد من الضغوط والإجهاد، وتلقوا نصائح بخصوص ممارسة التمارين مثل المشي لمدة 30 دقيقة 6 أيام في الأسبوع.
وأظهرت اختبارات الدم بعد 5 سنوات من تغيير نمط الحياة أن الـ "تيلومترات" قد طالت بنسبة 10 بالمائة، وأن ذلك التغيير نجح في عكس مسار عملية الشيخوخة بدرجة فعّالة. بينما رصدت النتائج أن الفريق الذي لم يقم بتغيير جذري في نمط حياته قد قصر طول الـ "تيلومترات" لديه بنسبة 3 بالمائة.
ورغم أن النتائج لم تسجل تغييراً ملحوظاً بالنسبة لوضعية سرطان البروستاتا، إلا أن المشرف على الدراسة البروفيسور دين أورنيش من معهد الطب الوقائي في جامعة كاليفورنيا قال: “إن الآثار المترتبة على نتائج هذه الدراسة تتجاوز نسبياً مسألة الإصابة بسرطان البروستاتا، فالتغيير في نمط الحياة يقلل إلى حد كبير من خطر مجموعة واسعة من الأمراض، ومن خطر الوفيات المبكرة. وتثبت هذه الدراسة أن لدينا جينات وتيلومترات لكنها لا تحكم مصيرنا بشكل كامل بل يمكننا تعديل مسارها".
وقالت الدكتورة لين كوكس من جامعة أوكسفورد: “تبين هذه الدراسة أن تحسين نمط الغذاء وزيادة التمارين الرياضية والحد من الضغوط والإجهاد لا يمنع فقدان التيلومتر فقط، بل يؤدي إلى زيادات صغيرة في طوله"