بحث داخل المدونة

الثلاثاء، 2 فبراير 2016

كيف تستعيدين ثقة والديك بك لو فقدتها تماما ؟

لو تكرر استهتارك بقواعد السلوكيات التي سبق وحددها لك والداك، ثم انتهى الأمر بارتكابك تجاوزا (كبيرا) بحق جعل الوالدين في قمة الغضب منك، وواجهاك بوضوح بأنهما،

قد فقدا الثقة بك تماما، ستكون النتيجة بالتأكيد فرض حصار قوي على كل أقوالك وأفعالك وتحركاتك، وتعامل شديد الحزم من جانب والديك إلى أن يمكنهما وضع ثقتهما بك مجددا.
فما الحل الآن؟

دعينا نواجه الأمور بصراحة ووضوح، تصادم المراهقين مع الوالدين في الأقوال والأفعال والمواقف أمر سائد وطبيعي جدا، بسبب استماتة المراهق لإثبات أنه لم يعد طفلا، وأن له شخصية مستقلة تماما عن الوالدين في الأفكار والتصرفات، وله مطلق الحرية في فعل ما يشاء وقتما يشاء. وعلى الجانب الآخر، يخشى الوالدان أن يفلت زمام الأبناء من بين أيديهم، فيسعيان بكل قوتهما لفرض سيطرتهما والتحكم في الطرف الآخر.

لكن على الجانب الآخر، يجب أن تدركي تماما أن الدافع الوحيد لتصرفات والديك هو حبهما لك وخوفهما على صالحك. يجب أيضا أن تعي أن لهما عليك حق الاحترام والطاعة، فهما من أنجباك وقاما برعايتك وتربيتك طوال عمرك، وأنت تعيشين بمنـزلهما وتتمتعين بكل ما يوفرانه لك من امتيازات ووسائل راحة.

إذن، لا مفر من اتباع قواعد الوالدين قدر الإمكان، لأن تبعات الاستهتار بها، والمواظبة على عدم احترامها، ستكون وخيمة، وقد تؤدي لفتح فجوة يزداد اتساعها باستمرار بينك وبين والديك. ولذلك، من المهم جدا أن تعيدي التفكير، وتقييم تصرفاتك، وتسعي بكل ما أوتيتِ من قوة وذكاء لاستعادة ثقة الكبار بك، من خلال إظهار استحقاقك لهذه الثقة. كيف تفعلين ذلك؟ سنحاول إرشادك فيما يلي لأنسب الوسائل:

استوعبي خطأك:
أول ما يجب عليك فعله في سبيل استعادة ثقة والديك المفقودة هو أن تتأملي جيدا ما فعلت، وتستوعبي خطأك، وبهذا تكونين قد وضعت يدك على سبب المشكلة. أحضري دفترا وقلما، وابدئي في تدوين الأسباب التي جعلت والديك يغضبان منك، ثم يفقدان ثقتهما بك. هل دأبت على العودة للمنزل في وقت متأخر من الليل، رغم تحديدهما لموعد يجب عليك عدم تجاوزه؟ من الطبيعي في هذه الحالة أن يقلقا عليك، ويحزنا لعدم احترامك للقواعد التي وضعاها. إذا تفهمت أسباب غضبهما، سيسهل عليك إدراك ما يجب عليك فعله.

أظهري بعض الاحترام:
بدلا من الاستمرار في التمسك بموقفك، وإظهار التحدي لوالديك، يجب أن تتصرفي بشكل مختلف حتى لا يزداد الموقف سوءًا. البدء بالاعتذار لوالديك أمر مهم. ربما لن يحل الاعتذار كل شيء، لكنه سيؤكد لوالديك أنك تحترمينهما. قدمي اعتذارك بألفاظ مهذبة، واستمعي لكل ما يريد والداك قوله، وبعد أن ينتهيا، لا بأس من أن تعبري لهما عما تشعرين به إزاء ما حدث، لكن المهم ألا تفقدي أعصابك، وتتحدثي بهدوء.

التزمي بالقواعد الموضوعة:
لم يكن باستطاعتك احتمال القواعد التي وضعها والداك في البداية، رغم أنها كانت أكثر تساهلا، لكن الآن عليك الالتزام بالقواعد الجديدة الأكثر صرامة، مهما كان ذلك صعبا على نفسك، لأن هذه خطوة مهمة للغاية على طريق استعادة ثقة الوالدين المفقودة. إظهار احترامك للقواعد التي حددها والداك رغم كونها مبالغا فيها، سيجعلهما مع الوقت يراجعان أنفسهما، ويحترمانك في المقابل، ويبدآن في تخفيف صرامة تلك القواعد، وهذا سيعني بالتأكيد أنهما يسيران على طريق استعادة ثقتهما بك، وهنا تأتي أهم مرحلة.

الصبر للحفاظ على ما تم إنجازه:
بعدما تلحظين أن انطباع الكبار عنك بدأ يتحسن، عليك التزام الصبر، ومواصلة التصرف بالتزام واحترام دون أي تجاوزات ولو طفيفة للقواعد الموضوعة، لأن ارتكابك لأي خطأ الآن سيكون كفيلا بنسف كل جهودك الماضية في استعادة ثقتهما، ويعيدك مجددا إلى المربع صفر. الأمر لن يكون سهلا بالتأكيد، لكن عليك الصمود، إلى أن يتحقق هدفك.