تمثل آلام العصب الخامس أشد وأقصى أنواع الألم التى يمكن أن تمر على الإنسان خلال حياته. وتصيب الإنسان غالبا فوق الخمسين من العمر ولكن هناك حالات كثيرة سجلت تحت الثلاثين وأيضا في الأطفال. والصفات الإكلينيكية للألم هي مفتاح التشخيص الأساسى في حالات آلام العصب الخامس. ويكون الألم في المكان الجغرافي لتوزيع العصب الخامس ويصيب الفرع الفكي أكثر من الفرع الصدغي وأكثر من الفرع العينى وقد يصيب فرعين معا أو أكثر ويعتبر إصابة الفرع الفكي والفرع الصدغي معا الأكثر حدوثا.
والإصابة في العصب الخامس غالبا في جهة واحدة وقد يحدث في 3 % من الحالات التي يكون فيها الألم في ناحيتى الوجه. ولقد لوحظ أن الإصابة في العصب الخامس أكثر حدوثا في الجهة اليمنى من الجهة اليسرى دون أى تفسير علمي لذلك.
والألم يكون قاطعا أو طاعنا و مثل التيار الكهربائي يصيب الشخص لمدة ثوانى قليلة ثم يختفي ليظهر من جديد ويأتى الألم ثم يختفي بطريقة مفاجئة. ويعتبر الارتباط الزمني لآلام العصب الخامس مميز له, حيث يأتي الألم بصورة متقطعة ويستمر الألم لفترة أسابيع أو أشهر ثم يستمر المريض فترة دون مهاجمة الألم قد تطول إلى سنوات.
ويقل معدل حدوث نوبات الألم مع التقدم في سن المريض. ويبدأ الألم عند القيام بأعمال ليست أبدا مصدرا للألم مثل غسيل الوجه أو تجفيفه أو عند حلاقة الذقن أو المضغ أو البلع أو استخدام فرشاة الأسنان أو التعرض للتيار الباردة. والألم في هذه الحالات يزداد باستخدام طرق تستخدم كثيرا في تخفيف الألم مثل التدليك أو الضغط على المنطقة المؤلمة أو استخدام الكمادات الباردة أو الدافئة فكل ذلك يؤدى إلى بداية الألم أو زيادته في حالات آلام العصب الخامس.
اسباب الم العصب الخامس :
قد يكون الباعث على بدء ألم العصب الخامس لمس منطقة معينة من الوجه أو يحدث الألم دون أسباب واضحة، ورغم ان السبب الكامن وراء الحالة لا يمكن دومآ تحديده، إلا أن هناك دليلآ قويآ على أن الفيروسات (وبخاصة فيروس القوباء البسيطة ) يمكنها إصابة العصب الخامس كما أن وعاء دمويآ قد يضغط على العصب الخامس، وكلاهما قد يهيج العصب مسببآ الالم.
فحص مريض آلام العصب الخامس :
في وجود الحساسية الشديدة للأنسجة في منطقة الألم فإنه يصعب فحص منطقة الألم ولكن يبدو المريض هزيلا لقلة الأكل خوفا من المضغ والبلع وشعر ذقنه طويل خوفا من حلاقة الشعر وتجويف الفم غير معتنى به لصعوبة استخدام الفرشاة والمعجون لأن كل ذلك قد يكون الحافز لبداية نوبة آلام العصب الخامس. والفحص العصبى للمريض قد لا يؤدى إلى وجود أى تغيير في الإحساس في المناطق المصابة. والفحوصات المتقدمة قد لا تكون ضرورية إلا أن الفحص بأشعة الرنين المغناطيسى قد يظهر وجود أوعية دموية غير عادية حول نواة العصب الخامس أو وجود أورام في منطقة جذع المخ.
علاج حالات آلام العصب الخامس :
يعتبر العلاج الدوائى هو الأساس في علاج حالات آلام العصب الخامس ويستمر العلاج الدوائى أيضا عند استخدام طرق أخرى مساعدة في علاج آلام العصب الخامس. ويستخدم في الغالب أكثر من دواء لتقوم في مجموعها بمنع حدوث الألم وتقليل حدته عند حدوثه.
ويعتبر عقار الكاربامازول وهو مضاد للصرع أهم الأدوية المستخدمة في علاج حالات ألم العصب الخامس ويمكن إضافة الأدوية المهدئة والمطمئنة لما لها من قدرة على تهدئة النشاط العصبى وبعض القدرة التسكينية للألم. ويضاف أيضا الأدوية السيروتونية المضادة للاكتئاب. ويمكن زيادة جرعات الأدوية حتى الوصول لأعلى جرعة ممكنه طالما المريض في حاجة إليها والجسم يتحمل زيادة الجرعة .
ويستخدم حقن الأعصاب الطرفية للعصب الخامس سواء بالأدوية المخدرة الموضوعية وتأثيرها هنا مؤقت أو تدميرها بالتردد الحرارى . وفي الحالات التى يكون الألم شديد وغير محتمل وعمر المريض أصغر ولا يستجيب للعلاج الدوائى أو الحقن العصبى وأظهرت الأشعة وجود أوعية دموية حول نواة العصب الخامس فإنه يمكن عمل جراحة داخل الجمجمة عند جذع المخ ووضع فاصل من مادة التفلون بين الأوعية الدموية وبين نواة العصب الخامس في جذع المخ.
ويجب في جميع الحالات سواء استمر المريض على العلاج الدوائى أو تحول إلى طريقة أخرى للعلاج عدم التوقف المفاجىء في إعطاء الأدوية المستخدمة في علاج آلام العصب الخامس بل يجب تقليل الجرعة بطريقة تدريجية حتى الوصول إلى أقل جرعة مؤثرة ثم يتم إيقاف إعطاء الدواء.