ألقت إدارة مكافحة الجريمة المنظمة في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي القبض على شخص من دولة عربية، استغل ثلاث فتيات من دول لاتينية وأجبرهن على ممارسة الدعارة، بعدما خدعهن من خلال شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك» وأوهمهن بالحب واستدرجهن إلى البلاد، ثم احتجزهن في مقر سكنه ومارس معهن الجنس، ثم أجبرهن على ممارسة الدعارة.
وتعود التفاصيل بحسب ما قاله رئيس قسم مكافحة الاتجار في البشر، الرائد وسام الدراي،, موقع الإمارات اليوم : إن الواقعة بدأت حين وردت معلومات عن احتجاز فتاة من قبل أحد الأشخاص في شقته وإجبارها على ممارسة الدعارة مع الآخرين.
وأضاف أنه فور تلقي المعلومات تم تشكيل فريق للبحث والتحري وجمع الاستدلالات، بدأ الفريق في العمل على التأكد من صحة المعلومات ومراقبة الشقة حتى تأكد وجود الفتاة فيها، ثم دهم الفريق مقر سكن المشتبه فيه بمنطقة المرقبات وبمجرد فتح الباب حاولت الفتيات المحتجزات داخل الشقة الخروج للهرب من المتهم الذي حاول ايضاً اللحاق بهن، لكن تم ضبطه.
وبالاستفسار من الضحايا عن الواقعة تبين أن المتهم خدعهن بدعوى الحب وجلبهن من بلادهن واستقبلهن في المطار وتوجه بهن الى مقر سكنه، ثم مارس الجنس معهن في البداية، وبعدها أرغمهن على الذهاب إلى الملاهي الليلية واصطياد الزبائن لممارسة الجنس مقابل مبلغ من المال، وكان يتوعدهن ويعتدي عليهن بالضرب في حالة العودة الى السكن من دون حصيلة الدعارة.
من جانبه، أنكر المتهم إجبار الفتيات على ممارسة الدعارة، مشيراً إلى أنهن كن يفعلن ذلك بمحض إرادتهن، وأقر بأنه ضرب إحدى الفتيات لأنها حضرت إلى الشقة وهي في حالة سكر، واستهزأت به، ما أثار مشاعره واعتدى عليها بالضرب بقصد التأديب.
إلى ذلك، قال مدير ادارة مكافحة الجريمة المنظمة العقيد عبدالرحيم بن شفيع، إن هذه هي القضية الأولى من نوعها التي يستدرج فيها متهم ضحاياه عبر شبكة التواصل الاجتماعي إلى الدولة لاستغلالهن في أعمال الدعارة، لافتاً إلى أن المتهم لعب على الوتر العاطفي وأوهمن بقدرته على تأمين أعمال جيدة لهن في الدولة، وبعد حضورهن أكرههن على ممارسة الدعارة، لافتاً إلى أن فريق العمل في قسم الاتجار في البشر تعامل بقدر كبير من الاحترافية حتى لا يفلت المتهم من جريمته.
وأضاف شفيع أن هناك متهمين آخرين متواطئين في القضية منهم شخص تربطه علاقة بالمتهم تولى استئجار الشقة التي كان يحتجز فيها الضحايا وكان يزوره بين الحين الآخر، كما ضبط شخص آخر ساعد المتهم على استخراج تأشيرات زيارة للضحايا عن طريق أحد مكاتب السياحة مقابل مبالغ مالية، كما ضبطت خادمة تعمل بشكل غير شرعي في الشقة، وكانت على علم بما يحدث داخل الشقة، وأحيل جميع المتهمين إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات معهم. في سياق متصل حذر مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية العميد خليل ابراهيم المنصوري، شركات السياحة من التورط في مثل هذه الجرائم من خلال استخراج تأشيرات من دون التأكد من أصحابها، مؤكداً أن هناك اهتماماً كبيراً من جانب شرطة دبي بهذه القضايا، نظراً لأنها تعد جرائم غير إنسانية وضحاياها عادة أشخاص ضعاف يتعرضون للاستغلال من جانب الآخرين.
وناشد أفراد المجتمع بالتعامل بحذر مع مواقع التعارف وشبكات التواصل الاجتماعي لأن كثيراً من المجرمين يصطادون ضحاياهم عبر هذه المواقع، كما طالب بمساعدة الشرطة بالإبلاغ عن أي حالات مثل هذه يتم رصدها، مشيراً إلى أن هناك تعاوناً مع مركز مراقبة الاتجار في البشر في الإدارة العامة للتحريات للحد من هذه الجرائم.
يذكر أن شرطة دبي سجلت خلال العام الماضي 18 قضية اتجار في البشر بلغ عدد ضحاياها 32 من بينهن فتاة لا يتجاوز عمرها 15 عاماً، بالإضافة إلى 10 أخريات لم يتجاوزن 20 عاماً.