عادات وتقاليد تعطل وتأخر سن الزواج
كتب المدون / عبد المنعم عمر
يزخر المجتمع المصري بالكثير من العادات والتقاليد البالية التي تعطل وتأخر سن الزواج وأسرد منها ما يأتي |:
- المغالاة في المهور من قبل أهل الفتاة:
الذين تيصورا أن الزواج صفقة تجارية قابلة للأخذ والرد أو هي مزاد يفوز به من يدفع أكثر بصرف النظر عن شخصية الفائز بهذا المزاد من ناحية تعليمه او يقافته او أدبه وأخلاقة وقبل كل شيء تدينه وإيمانه بالزواج كسبيل لبناء أسرة سعيدة تقوم علي المحبة والإحترام بين أفرادها بشكل عام وبين الزوج والزوجة بشكل خاص .
- ضرورة توقيع الزوج علي قائمة تشمل المنقولات وأثاث المنزل:
هي عادة قبيحة يلجأ إليها أهل الزوجة ظنا منهم أن هذه القائمة هي حماية لإبنتهم من غدر الزوج المتحمل بالرغم من أن المنقولات حقا خالصا للزوجة بحكم القانون والعرف .
.. وهم بذلك يقيمون هذه المنقولات بقيمة تفوق قيمة أبنتهم كإنسانة ذات دم ولحم وقلب وشعور أو بعبارة أخري هم يجعلون قائمة المنقولات "قائمة العفش" في مرتبة أسمي من مرتبة الإنسان الذي كرمه الله ذكرا أو أنثي .. هذا أسلوب فج يلجأ إليه كثير من الأسر بكل أسف خصوصا في الريف المصري .. ولما كان هذا الإجراء ينطوي علي إفتقاد الثقة بالعريس او الزوج فكثير من هؤلاء يرفضون التوقيع علي مثل هذه الصكوك وهي تذكرنا بصكوك الغفران التي كانت تبيعها الكنيسة الكاثوليكية في أوريا إبان عصر الظلمات وذلك بزعم دخول الجنة لمن يحمل هذه الصكوك الخرافية .. أقول أن هذا الإجراء قد يجعل الشاب يعدل عن الإرتباط بمثل هذه الفتاة لأنه يشعر حينئذ بأن الثقة به ليست كاملة .
إن المنقولات التي نتحدث عنها غالبا ما تكون قيمتها الشرائية مناصفة بين الزوج والزوجة أما باقي الأجهزة من ثلاجات وغسالات وتليفزيونات .. ألخ فهي مشتراة بمال الزوج بالكامل ومع ذلك قد تدرج في قائمة المنقولات ويطلب من الزوج التوقيع عليها في مهانة وإنكسار .. وهنا يلح التساؤل بأي نفس يقبل الزوج أو الزوجة علي حياة سعيدة تسودها الثقة والوئام .. فالزوج غير موثوق به والزوجة تشعر بإنحطاط قدرها إذ هي في مرتبة أدني قيمة من قيمة بعض الأخشاب أو المنقولات ..
- شرط إمتلاك شقة الزوجية:
هذا الشرط لم يظهر إلا في الآونة الأخيرة وكانت شقة الزوجية في الماضي عبارة عن حجرة في بيت عائلة الزوج وكانت شقة العائلة كبيرة فسيحة تسمح بذلك .. ثم تطورت شقة الزوجية وصارت شقة مستقلة منفصلة عن شقة الأهل وهذا تطور إيجابي محمود درءا للمشاكل والخلاف وكانت سهولة الحصول علي شقة إيجار عاملا مهما في هذا التطور .. ثم أخذت شقة الزوجية منحي آخر في السنوات الأخيرة فصارت إما إيجار بأسعار غالية وإما تمليكا بأسعار أكثرغلوا .
ركب أهل الزوجة الموجة وبدأوا يطالبون بالشقة التمليك وهذا ألقي علي طالب الزواج عبئا كبيرا لا سبيل لبلوغه إلا الصبر سنوات طوال حتي يشيب رأسه ويعزف عن فكرة الزواج .. وترتب علي ذلك كله وفرة في محصول العنوسة لدي الفتيات كما زادت حوادث التحرش والإغتصاب حتي صارت من الأخبار المألوفة التي لا يلتفت إليها أحد
ولعلاج هذه المشكلة التي تنخر في جسد المجتمع المصري اليوم هو التخلي عن المطالبات التي يصعب تحقيقها سواء من جانت أهل الفتاة أو الشاب طالب الزواج وينبغي علي كل طرف أن يثق بالطرف الآخر وأن يكون الحب بين الطرفين هو فكر وعقيدة حتي نسهل الصعاب وعنئذ نستطيع القول بأن علش العصفور يكفي لحياة سعيدة مديدة بين زوجين جمعهما الحب وقبل ذلك جمعهما الله عز وجل وما جمعه الله لا يستطيع أي إنسان كائنا من كان أن ينال منه أو يفرقه ..
أتمني أن تفهم الناس هذا الكلام .
ردحذف