د. جاسم الياقوت
الحمد لله وبتوفيق الله وبعزم الرجال.والقيادة الحكيمة استطاعت المملكة حكومة وشعبا .ان تبهر العالم في ادارة الحشود في مواسم الحج .. لقد تابعت وسائل الإعلام المختلفة منذ الوهلة الأولى ماتقدمه المملكة من تسهيلات وخدمات وامكانات صناعية وتجارية وطبية وآلية وبشرية, تفوق الوصف ، جهود مخلصة سخرتها حكومتنا من اجل راحة وأمن الحجيج.
لقد كانت اشادة حجاج بيت الله الحرام بهذه الجهود والمشاريع الضخمة والخدمات الراقية وتعاون الجهات الأمنية وتعاملهم باحترافية, من اجل تسهيل واجبات الحج للحجاج أكبر الاثر لمضاعفة الجهود من اجل استمرار نجاحات اعمال الحج. وعلى الرغم من اختلاف اللغات واللهجات والاجناس والجنسيات والمستويات العمرية والفكرية. الا انها كانت بمثابة أوسمة وميداليات تعلق على صدور المسئولين والعاملين من أجل راحة الحجيج.هذه الاعمال الخيرة التي أصبحت محط أنظار العالم وماسبقها من تخطيط وتنظيم واشراف ومتابعة من جميع الجهات ذات العلاقة والاشراف المباشر والمواجهة الميدانية التي اكسبت المملكة..دورا كبيرا وخبرة تراكمية وتجربة رائعة.
ركزت القيادات المسؤولة عن إدارة الحشود البشرية على فهم وتصحيح وضبط المتغيرات الاجتماعية تجاه وجود الكم البشري الهائل وذلك بالاهتمام ببرامج التوعية عند التحاشد والزحام الشديد عن طريق جميع وسائل الإعلام المختلفة بالاضافة الى وسائل التواصل عبر الانترنت والإعلام الجديد بالإضافة الى رسائل الجوال التي لعبت دورا كبيرا في توجيه وارشاد الحجاج باختلاف لغاتهم. جعلت دول العالم وكبرى الجامعات العالمية ومراكز الابحاث تتسابق للاستفادة من هذه التجربة والتعرف اكثر من إدارة الحشود على كيفية التعامل مع هذه الحشود البشرية التي تمثل مزيجا من مختلف الدول والثقافات والعادات في وقت قصير وأماكن ومساحات صغيرة تحتاج الى اعداد كبيرة من الرجال المخلصين المدربين المؤمنين برسالتهم ..
وقد ركزت القيادات المسؤولة عن إدارة الحشود البشرية على فهم وتصحيح وضبط المتغيرات الاجتماعية اتجاه وجود الكم البشري الهائل وذلك بالاهتمام ببرامج التوعية عند التحاشد والزحام الشديد عن طريق جميع وسائل الإعلام المختلفة بالاضافة الى وسائل التواصل عبر الانترنت والإعلام الجديد بالإضافة الى رسائل الجوال التي لعبت دورا كبيرا في توجيه وارشاد الحجاج باختلاف لغاتهم ..واذا كان لنا من وقفة واشادة لصاحب فكرة انشاء ادارة الحشود بالمملكة المغفور له باذن الله الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي وجه بعد حادثة الجمرات عام 1426 بضرورة وأهمية انشاء إدارة الحشود البشرية التي سخرت لها الامكانيات الآليه والبشرية والعقول القيادية التي استطاعت ان تسابق الزمن وتثبت للعالم جدارتها وتحملها المسؤولية بكل اقتدار وحظيت هذه الإدارة بإشادة عالية واستمر النجاح طيلة الأعوام التي مضت .
واذا تتبعنا الدول الكبرى مثل امريكا وبريطانيا واليابان والسويد والكثير من الدول العربية والاسلامية التي أصبحت تركز على أهمية الاستفادة من تجربة المملكة في ادارة الحشود البشرية في المناسبات العالمية .واذا نظرنا الى مطالبة الضابط الكوماندر البريطاني صاحب أعلى رتبة لعسكري مسلك في بريطانيا (ان السعودية تستحق الميدالية الذهبية في إدارة تنظيم الحشود وتوجيه الكتل البشرية على مستوى العالم ).فإن المملكة حكومة وشعبا تقدم هذه الخدمات الجليلة لوجه الله ولتوفير الأمن والأمان لحجاج بيت الله الحرام .
وبالمقارنات والمفارقات في كثير من الدراسات والابحاث المتعلقة بادارة الحشود البشرية في المهرجانات والمناسبات العالمية الجامبوري مثل بطولات كأس العالم والالعاب الاولمبية ومعارض الاكسبو الدولية او معسكرات الكشافة العالمية التي تعتبرها الدول المنظمة من الاحداث الهامة التي تحتاج الى اعداد وتخطيط وتنظيم وإشراف لوقت طويل يتعدى السنوات .وهذه الدول العظيمة تنظم هذه الاحداث كل عشر سنوات او اكثر .وإذا نظرنا ان اكبر تجمع في ملاعب كرة القدم يحتضن 150 الف متفرج ومن المحتمل ان يصل الى 200 الف او الى 300 الف متفرج ,وعلى الرغم ان الاحداث تنظم في اوقات واماكن وملاعب وساحات مختلفة ومتباعدة وهذه الاحداث من أجل المتعة والتفوق وللكسب المادي .
ونحن بالمملكة ننظم هذه الشعيرة المقدسة الركن الخامس من اركان الاسلام سنويا ,لا نشترط سنا معينا او مواصفات معينة ,ولكن الحج من استطاع اليه سبيلا .هذا التفوق العلمي والفكري والاحترافي اكسب المملكة مكانة مرموقة بين دول العالم واكسبها الثقة لدى جميع الحجاج الذين يأتون لتأدية مناسكهم .
ومن يصدق ان خبراء بريطانيا ومنظمي الالعاب الاولمبية بلندن أوصوا بضرورة الاستفاده من تجارب وزارة الصحة السعودية التي تتعامل مع ملايين الناس من أنحاء العالم خلال فترة الحج والتمكن من السيطرة على الامراض وتمنع انتشارها بين الحجاج .
نعم موسم حج ناجح ومتميز بشهادة الجميع وبكل المقاييس ,واسباب التميز والنجاح هذه تعود الى أمور كثيرة من أهمها الحزم في تنفيذ القرارات الذي أظهرته القيادة الحكيمة والجهات المتخصصة واذا كان لنا من اشادة بصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس اللجنة العليا للحج ورجال القوات المسلحة الذين بذلوا جهدا كبيرا في تسهيل حركة الحجيج وجميع الجهات والوزارات والمؤسسات الخدمية وكل من ساهم في راحة الحجاج .
ولايغيب عنا ان نشيد بالامير خالد الفيصل الذي رفض لقب (امير الحج )وقبل بخادم الحج ..وايضا جميع العاملين معه من اللجان المشرفة التي وقفت وأشرفت ونفذت وتابعت كل صغيرة وكبيرة من أجل توفير جميع السبل واسباب الراحة والخدمات لحجاج بيت الله الحرام في هذه الايام المباركة وعلى هذا الهدف المنشود هو انجاح الحج بكل تفوق واقتدار .
نقلا عن جريدة اليوم السعودية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم موضع إهتمامنا دائما , شكرا لكم