بقلم الدكتور ابراهيم جعافرة عضو الكلية الأمريكية لعلاج الدوالي
الخطوات المهمة للحصول على نتائج عالية من الشفاء
مرض دوالي الساقين يصيب أكثر من 20% من الناس وتصاب السيدات بنسبة أربع أضعاف الرجال. هذا المرض يصيب الأوردة السطحية للساقين مسبباً توسعها وتعرجها وتظهر بأشكال مختلفة على الساقين مما يتسبب بتشوه الساقين مع امكانية ظهور مجموعة أعراض و مضاعفات.
أهم الأعراض والمضاعفات :
1. تشوه ناتج عن ظهور العروق الوريدية بأشكال متعددة وألوان زرقاء وقليلاً منها حمراء مع تغير في اللون والملمس في بعض
المناطق الأكثر احتناقاً.
2. شعور بثقل في القدمين في نهاية اليوم بعد الوقوف أو الجلوس الطويل
3. ظهور حكة في الساقين قد تتطور الى ما يشبه الأكزيما.
4. آلام خفيفة متعددة الأشكال في الساقين.
5. ظهور تيبسات وتقرحات صعبة العلاج في الأماكن الأكثر احتناقاً في الساقين.
6. تخثرات في الأوردة السطحية مسببة تيبس وإحمرار وآلام موضعية.
7. تزيد إمكانية حدوث التجلطات الوريدية العميقة وهي الأكثر خطورة على حياة المريض .\
أما الأسباب التشريحية المباشرة التي تؤدي الى ظهور الدوالي فتتلخص بما يلي :
1. وجود ضعف خلقي في جدار الأوردة بحيث تتوسع تحت تأثير ضغط الدم الطبيعي في الأوردة.
2. وجود خلل ( تلف ) في الصمامات الوريديةحيث أن كل الأوردة سواء السطحية أو العميقة أو الثاقبة مزودة بصمامات ثنائية تعمل على توجيه الدم في الساقين من السطح نحو العمق ومن أسفل الى أعلى باتجاه القلب وباتجاه واحد وتعمل على تقسيم عمود الدم أثناء الوقوف بحيث يبقى الضغط في الأوردة منخفضاً . وفي حالة تلف هذه الصمامات ولأسباب متعددة لا يحتمل المقال ذكرها فإن الدم يتحرك
بكلا الاتجاهين مسبباً احتقاناً في الأوردة و زيادة الضغط فيها مسبباً توسعها وتعرجها وظهورها
3. وجود إنسداد في الأوردة العميقة لأسباب متعددة منها الجلطات الوريدية العميقة مسببة الدوالي الثانوية
غالباً ما يشكو مرضى الدوالي الذين عولجو منها من نتائج غير مرضية لهم . وخاصة إذا عولجو بالطرق التقليدية من العلاج التحفظي
أو العلاج الجراحي أو العلاج بالتنشيف بالحقن او بالليزر بدون التقييم والفحص الجيد حيث أن كل مريض يختلف علاجه عن الآخر حتى
بالنسبة الى نفس المريض فقد يحتاج لعلاج معين في إحدى الساقين وعلاج آخر للساق الأخرى .
وللحصول على نتائج مرضية وعالية من الشفاء والتخلص من دوالي الساقين ومضاعفاتها أوجز التالي :
1. الخطوة الأولى يجب التفريق بين الدوالي الأولية و الدوالي الثانوية الناتجة عن قصور الأوردة العميقة حيث أن الدوالي الناتجة
عن قصور الأوردة العميقة يتم علاجها بالطرق التحفظية والابتعاد ما أمكن عن أي إجراء جراحي أو التنشيف بالحقن لأن ذلك يفاقم
المرض ويزيد من حدته وقد يؤدي الى فقدان الساق.
2. أما الدوالي الأولية بغض النظر عن مسبباتها المذكورة أعلاه فيجب على الطبيب المعالج القيام بما يلي :
a. الفحص الدقيق بأخذ السيرة المرضية والفحص العام للمريض.
b. فحص دقيق للمشكلة ويتم ذلك بالفحص الاكلينيلي للساقين ويستكمل الفحص باستعمال الكاشف الضوئي لتحديد انتشار الدوالي للأوردة الغير مرئية بالعين ثم فحص و تقييم المريض باستعمال الاكودوبلار الملون الصوتي بحيث يتم التفريق بين:
a. الدوالي الأولية عن الدوالي الثانوية
b. الدوالي الأولية الناتجة عن ضعف الأوردة عن الدوالي الأولية الناتجة عن تلف بالصمامات الوريدية المذكورة أعلاه
3. تحديد الأوردة التالفة التي يجري فيها الدم بكلا الاتجاهين.
4. تحديد الصمامات التالفة و خاصة الرئيسية منها في نهاية الصافن الطويل و الصافن القصير و صمامات الأوردة الثاقبة التالفة.
5. تحديد الأوردة المساعدة و الواصلة بين مختلف مناطق الجسم
وبهذا الفحص الذي يجب أن يجريه الطبيب المعالج شخصياً و أن لا يعتمد على تقارير الفحص من جهات أخرى بحيث يعمل خارطة طريق علاجية و رسم الدوالي و الأوردة و الصمامات التالفة و التوسعات الوريدية المتعددة ويحدد على ضوء ذلك الطريق الامثل للعلاج الذي اذا أجري على أصوله فإن النتيجة تكون مرضية بل مسرة للمريض و للطبيب المعالج أيضاً بعكس العلاج التقليدي الأعمى الذي يؤدي الى النتائج غير المرضية لا للمريض و لا للطبيب المعالج .
و بعد هذا التقييم والتخطيط يتم العلاج بالطرق التالية:
1. العلاج التحفظي : ويشمل تخفيف الوزن , والرياضة الخفيفة , والحركة الدائمة , وعدم الوقوف والجلوس الطويل , عدم استعمال
مانع حمل هرموني للسيدات , عدم لبس الكعب العالي , عدم استعمال الملابس الضيقة أعلى الساقين , الابتعاد عن الساونا والحمامات الساخنة والتعرض للشمس , استعمال الجوارب الضاغطة الأصلية حسب الحجم والضغط والقياس المناسب باستشارة الطبيب المعالج مع ما ينصح به الطبيب من أدوية مقوية للأوردة و مميعات للدم حسب ما يراه الطبيب مناسباً.
2. العلاج الجراحي : سواء أكان ذلك بالجراحة التقليدية بعد رسم خارطة العلاج أو الجراحة التجميلية لدوالي الساقين وهذه تتميز بإغلاق الصمامات الرئيسية التالفة وسحب الأوردة التالفة من خلال جروح صغيرة جداً وقد لا يحتاج معظمها حتى للخيوط
3. العلاج الحراري : حيث تستعمل الطاقة الحرارية لتنشيف الأوردة والصمامات التالفة واغلاقها سواء كان ذلك باستعمال الليزر الداخلي اوالتردد الحراري الداخلي و البخار الداخلي حيث أن كل هذا الطرق تؤدي الى نسبة شفاء عالية قذ تزيد عن 90% اذا استعملت بالطرق الصحيحة والمناسبة وللشخص المناسب بعد عملية تقييم و تخطيط واتخاذ قرار سليم.
4. التنشيف بالحقن حيث يتم ذلك بحقن الأوردة التالفة بمواد محرشة لها بحيث تغلق و تتليف وقد تختفي كلياً ويمكن يهذه الطريقة حقن الأوردة المرئية التالفه بشكل مباشر وباستعمال الكاشف الضوئي والاورده غير المرئية التالفه بالحقن الموجه باستعمال الدوبلر الملون الصوتي. وهذه الطريقة تعتبر الطريقة المثلى للعلاج بشرط ان تستعمل مع المريض المناسب وبالطريقة الصحيحة والتركيز المناسب حسب حجم الدوالي وقد تستعمل بشكليها السائل والرغوي ولكل منهما حاجته وموانعه حسب تقييم الطبيب المعالج وحالة المريض الصحية.
5. استعمال الليزر الخارجي : وينحصر ذلك في الأوردة الناعمة السطحية ( التفسخات الشعرية والأوردة العنكبوتية الناعمة) والتي لا يوجد تحتها أوردة وصمامات تالفة ويجب التحقق من ذلك قبل استعمال الليزر الخارجي. بعض أو كل هذه الطرق قد تلزم للمريض الواحد حتى يتم الوصول الى نتيجة مرضية وعالية من الشفاء وليس صحيحاً ان علاج دوالي الساقين فاشلاً وأهم خطوة في العلاج هي الفحص الدقيق والتقييم الصحيح و التخطيط السليم.
كل هذه الطرق في الفحص و التقييم والتخطيط للعلاج تحتاج الى معرفة كبيرة وتدريب عالي للوصول الى نتائج مرضية للمريض
والطبيب على السواء.