ودع عدد كبير من الفنانين الموسيقار الراحل عمار الشريسعي، الذي وافته المنية صباح الجمعة، بعد رحلة طويلة من المرض، وتوافد عدد من الفنانين منذ التاسعة صباح السبت، على مسجد الحامدية الشاذلية، انتظارًا لوصول الجثمان من مستشفى الصفا الذي كان يرقد به الموسيقار الراحل.
وصل الفقيد إلى المسجد في تمام التاسعة والنصف، واستقبله عدد كبير من عائلته ورموز الفن المصري، ومنهم الفنانين صلاح السعدني، دلال عبدالعزيز، لبلبة، محمد هنيدي، محمد عبدالحافظ، محمد فاضل، عمر عبدالعزيز، وجدي الحكيم، محمود سعد، بلال فضل، أحمد شوبير، جمال حشمت، مصطفى كامل، إيمان البحر درويش، رضا رجب، صلاح الشرنوبي، محسن جابر، ممدوح الليثى، عمرو الليثي، بهاء طاهر، ومحمد صابر عرب وزير الثقافة.
واتسمت صلاة الجنازة بحزن شديد، وغلبت الدموع على جموع المشاركين الذين تعاون معظمهم مع الفقيد في أعمال موسيقية كثيرة، لينتقل بعدها الجثمان إلى مركز ومدينة سمالوط، بمحافظة المنيا، مسقط رأسه، ليدفن في مقابر العائلة.
وقال محمد صابر عرب، وزير الثاقفة في تصريحات لـ«المصري اليوم»، إنه حزين على رحيل عمار الشريعي، الذي وصفه بأنه أحد أهم أعمدة الموسيقى العربية، وأحد صانعي المدرسة الموسيقية الفريدة، مشيرًا إلى أن العديد من المطربين والملحنين الحاليين تتلمذوا على يديه.
وأضاف: «نعزي جموع المصريين على رحيل الفنان الإنسان العبقري عمار الشريعي، الذي سنتذكره جميعًا بوطنيته، وانتمائه لمصر، ولم ننسى أنه حتى فى أشد ساعات مرضه كان حريصًا على متابعة ما يدور حوله من أحداث».
وتحدث الفنان صلاح السعدني بينما تنهمر الدموع من عينيه قائلًا: «الله يرحمك يا عمار، لقد فقدت مصر اليوم قامة فنية لن تعوض، فنانًا وإنسانًا موهوبًا يعشق التحدي والتميز والإبداع، حرًا فى آرائه وألحانه، لم يخش أحدًا سوى الفشل فى عمله».
وأضاف: «ساهمت ألحانه في نجاح مئات الأعمال الدرامية المصرية، وأبدع في موسيقاه التصويرية ووصلت إلى العالمية، اللهم اجعل مسواه الجنة وخفف عنه واقبله من عبادك الصالحين».
عبر الإعلامي وجدي الحكيم عن حزنه قائلًا: «أنعي الصديق الفنان المثقف عمار الشريعي الذي أثرى حياتنا الفنية بكل ما هو رائع وراقي، فقد كان قيمة فنية مثالية ستظل وستبقى فى دنيانا بأعماله، قيمة حملت معها أصول الموسيقى العربية من زمن أساتذة الفن»
ووصف الفنان إيمان البحر درويش عمار الشريعي بـ«غالي على قلبي»، وأضاف: « كان فنانًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، استفدنا منه دروسًا من الصعب أن ينقلها لنا غيره، تحدى فقدانه للبصر، وأبدع واستمر وقاوم العديد من الظروف الصعبة، ستظل روحه الثورية فى وجدان ابنائه من الموسيقيين ممن تتلمذوا على يده، كان صبورًا لأقصى درجة ، ومرحًا يرفض الاكتئاب ويحترم الآخر، وصبر على آلامه حتى الرمق الأخير، لكن قلبه لم يتمكن من الصمود».
وتحدثت الفنانة دلال عبدالعزيز قائلة: «عمار الشريعي كان إنسانًا نادرًا من كوكب آخر، علامة فنية لن تعوضها مصر، كان فيلسوفًا وعاشقًا للموسيقى والغناء، محبًا للحياة، تحدى المرض، وقام بتلحين الموسيقى التصويرية لأعمال كثيرة شاركت فيها، كانت عنصرًا مهمًا فى نجاحها».
وقال الروائى بهاء طاهر: « فقدنا اليوم أحد أهم رموز الفن والإبداع المصري، فهو خسارة لن يتم تعويضها، وشارك فى نجاح أكثر من 50 فيلمًا، وكان يسابق الزمن بموسيقاه، رغم ظروفه المرضية، لقد أزهلنا طوال مشواره».
وأكد الموسيقار صلاح الشرنوبي أن عمار الشريعي كان «والدًا» لكل العاملين في الوسط الفني، مشيرًا إلى أنه لم يبخل يومًا بأي شيء، لافتًا إلى أنه اكتشف نجوم العصر منهم وردة، عفاف راضي، ميادة الحناوي، علاء عبدالخالق، وأخيرًا أمال ماهر.
ووصف المخرج محمد فاضل عمار الشريعي بأنه «كان صديقًا لكل المصريين، الذين عرفوه والذين لم يعرفونه، وصل بفنه إلى كل الناس سلاسة».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم موضع إهتمامنا دائما , شكرا لكم