بحث داخل المدونة

الخميس، 29 أغسطس 2013

التغيرات المزاجية (النفسية) بعد سن انقطاع الحيض

-->
يعاني البعض من النساء من تقلبات في المزاج Mood تتراوح بين القلق والاكتئاب والفزع والوسواس القهري والإضطراب ثنائي القطب Bipolar Disorder. وفي حالات نادرة جداً قد تصاب المرأة بالفصام Schizophrenia.

الاكتئاب:
مع أن معظم النساء ينتقلن الى سن انقطاع الحيض دون المعاناة من مشاكل نفسية، الا أنه يقدر بأن نحو 21 بالمئة منهن يصبن بالاكتئاب. وقد أشارت الدراسات العديدة الى زيادة نسبة إمكانية الإصابة بالاكتئاب في المرحلة ما قبل سن انقطاع الحيض، مقارنة مع الفترة ما بعد سن انقطاع الحيض (حيث تقل امكانية الإصابة بالاكتئاب).

وقد أشارت الدراسات الى أن النساء اللواتي عانين في حياتهن قبل الفترة ما قبل سن انقطاع الحيض من الاكتئاب، يكن أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب في فترة ما قبل انقطاع الحيض مقارنة مع النساء اللواتي لا يوجد لهن ماض حافل بالمشاكل النفسية.

ويعود سبب إصابة بعض النساء بالاكتئاب خلال هذه الفترة الى هبوط نسبة هرمون الأستروجين في أجسامهن. إذ من المعروف أن هذا الهرمون يزيد من فعالية مادتي السيروتونين Serotonin والنورأدرينالين Noradrenalin، ونقصه يؤدي الى هبوط فعالية هاتين المادتين، وبالتالي حدوث الاكتئاب (إذ من المعروف أن أحد أسباب الاكتئاب بشكل عام هو عوز السروتونين والنورأدرينالين). وقد لا يكون الاكتئاب متعلقاً بالتغييرات الهرمونية التي تمر بها المرأة في هذا السن، بل قد يكون سببه التغييرات الاجتماعية التي تحدث في هذا السن، مثل: ضغوطات العمل، أو الاعتناء بالأشخاص من كبار السن، مثل الوالدين أو أحدهما، زواج الأولاد وخروجهم من البيت، وبقاء المرأة مع زوجها (أو لوحدها) في بيت خال، وهذا يؤدي الى الشعور بالوحدة.

ومن أهم أعراض وعلامات الاكتئاب: مزاج متدني وعدم التمتع والاهتمام بملذات الحياة اليومية، وفقدان أو زيادة الشهية للأكل، نقصان أو زيادة وزن الجسم، أرق أو فرط النوم، الشعور بالذنب وملامة الذات، شعور المرأة بأن لا قيمة لها، ارهاق وتعب، بطء في التفكير وعدم التركيز وتردد في اتخاذ القرارات، التفكير في الموت أو الانتحار هياج أو خمول حركي ونفسي.

اضطراب النوم: يعاني من 41 الى 51 بالمئة من النساء خلال فترة ما قبل انقطاع الحيض من الأرق Insomnia. وقد يكون لذلك علاقة باضطراب المزاج مثل: القلق Anxiety والكرب Stress والتوتر Tension والاكتئاب. أو قد يكون سبب الأرق معاناة المرأة من التوهجات الساخنة والتعرق أثناء النوم.

وقد أشارت الدراسات الى أن اضطراب النوم خلال فترة ما قبل انقطاع الحيض له علاقة بنقص هرمون الأستروجين، إذ أن هذا الهرمون يحسن من نوعية النوم. كذلك فإن ارتفاع نسبة هرمون LH يؤدي الى تدني نوعية النوم من خلال آلية تنظيم الحرارة في الجسم، وهذا يؤدي الى ارتفاع درجة حرارة الجسم الداخلية Core Body Temperature (التي تقاس عن طريق فتحة الشرج فقط).

ومع التقدم في العمر ترتفع معدلات الإصابة بنوبات انقطاع النفس أثناء النوم Sleep Apnea. إذ يرتفع معدل الإصابة بها من 6.5 بالمئة لدى النساء من الفئة العمرية 31 الى 39 سنة ليصل الى 16 بالمئة في سن 51 عاماً. ومع أن أسباب ذلك غير معروفة، غير أن بعض الدراسات تشير الى أن زيادة وزن جسم المرأة (البدانة) في مرحلة ما بعد سن انقطاع الحيض له علاقة مباشرة بمعاناتها من انقطاع النفس أثناء النوم. كما أن انخفاض مستوى هرمون البروجسترون يؤدي الى حدوث نوبات انقطاع النفس أثناء النوم، وذلك لأن هذا الهرمون يحث ويحفز عملية التنفس. اضافة الى ما جاء سابقاً، فإن مستوى هرموني النمو والميلاتونين Melatonin ينخفضان في سن ما بعد انقطاع الحيض، ولهذا الانخفاض تأثيره السلبي على عملية النوم.

الوسواس القهري: قد تعاني المرأة خلال سن انقطاع الحيض من الوسواس القهري. أما في حال كونها تعاني أصلاً منه فإن أعراض الوسواس تزداد شدة عن ما كانت عليه. وقد أشارت الدراسات الى أن ذلك عائداً الى التغييرات الهرمونية أثناء هذه الفترة.

نوبات الفزع: إن نوبات الفزع Panic Attacks شائعة جداً أثناء فترة ما قبل انقطاع الحيض. وقد يكون الفزع ظاهرة جديدة تعاني منها المرأة، أو قد تزداد شدة في حال كونها موجودة قبل الوصول الى مرحلة ما قبل انقطاع الحيض. ومن أهم أعراض الفزع: تسارع دقات القلب، ضيق النفس، التعرق والدوار.

الاضطراب ثنائي القطب: يتميز الاضطراب ذو القطبين بفترات من الاكتئاب الذهاني Psychotic Depression يعقبها فترات من الهوس Mania (مزاج من الفرح الشديد) وهكذا دواليك.

وقد أشارت الدراسات الى أنه خلال فترة ما قبل انقطاع الحيض، تشتد وتكثر فترات الاكتئاب مقارنة مع فترات الهوس لدى النساء المصابات أصلاً بالاضطراب ذو القطبين.

عدم انتظام الدورة الشهرية: كلما أصبحت الإباضة Ovulation أكثر اضطراباً وأكثر شذوذاً، تصبح الفترات بين الدوارت الشهرية إما أطول أو أقصر. ويصبح الحيض إما شحيحاً أو غزيراً. وقد تتغيب بعض الدورات (وقد سجلت حالات توقف فيها الحيض دون أعراض من دون سابق إنذار).

التوهجات الساخنة: نحو 65 الى 75 بالمئة من النساء يعانين من التوهجات الساخنة خلال فترة ما قبل انقطاع الحيض. وتتمثل الصورة السريرية لذلك باحمرار الوجه والصدر والشعور بالسخونة في هاتين المنطقتين والتعرق (خاصة ليلاً)، تسارع دقات القلب، ارهاق ودوار واحساس بالتنمل على الجلد.

وتتفاوت التوهجات في عدد مرات حدوثها خلال اليوم، اذ قد تعاني المرأة من عدة توهجات يومياً، أو من عدد قليل اسبوعياً. وقد يحدث التعرق خلال النهار والليل أو في ساعات النوم فقط، وبالتالي يبلل الفراش. وتدوم التوهجات من بضع دقائق الى نصف ساعة وتؤدي السخونة والتعرق ليلاً الى معاناة المرأة من الأرق. 

ويعزو العلماء حدوث أعراض التوهجات الساخنة الى توسع الشرايين تحت الجلد Vasomotor Symptoms.التغيرات في المهبل والمثانة: يؤدي هبوط مستوى الأستروجين الى فقدان المهبل لمرونته، كذلك فإن غشاؤه المخاطي يفقد ليونته وتزلقة ويصبح جافاً نوعاً ما، وهذا يجعل الجماع الجنسي مؤلك. كذلك فإن هبوط مستوى الأستروجين يجعل المرأة عرضة للالتهابات المهبلية والبولية كما أن فقدان الأنسجة لتوترها ومرونتها بصورةعامة يؤدي الى عدم التحكم في البول.

انخفاض الخصوبة: بما أن الإباضة تصبح غير منتظمة تقل إمكانية المرأة على الحمل. ومع ذلك فإنه طالما الدورة الشهرية تحدث فإن امكانية الحمل تبقى قائمة.

الرغبة الجنسية: خلال فترة ما قبل سن انقطاع الحيض قد تقل الرغبة والإثارة الجنسية عند بعض النساء وقد يكون سببه انخفاض مستوى الهرمونات الأنثوية. غير أن معظم النساء النشيطات جنسياً قبل سن انقطاع الحيض يحافظن على هذا النشاط خلال هذه الفترة وحتى بعد سن انقطاع الحيض.

فقدان كثافة العظام: مع انخفاض نسبة الأستروجين، تبدأ كثافة العظام بالانخفاض، وترتفع امكانية الإصابة بهشاشة العظام Osteoporosis.

تغيير في مستوى الكولسترول: انخفاض مستوى الأستروجين قد يؤدي الى زيادة نسبة الكولسترول السيء LDL والذي يساهم في خطر الإصابة بأمراض الشرايين والقلب. وفي نفس الوقت تنخفض نسبة الكولسترول الجيد HDL مع التقدم في السن، وهذا أيضاً يعرض المرأة للإصابة بأمراض الشرايين والقلب.

الصداع: قد يؤدي انخفاض مستوى هرمون الأستروجين الى معاناة المرأة من الصداع. فقد أشارت الدراسات الى أنه في مرحلة ما قبل انقطاع الحيض قد يصبح الصداع ظاهرة أكثر وأشد حدوثاً، وذلك لأن مستوى هرمونات الأنوثة يتذبذب ما بين الانخفاض والارتفاع بالتناوب، ما يؤدي الى إصابة المرأة بالصداع.
-->