شهدت مصر أسوأ ثلاثة أحداث خلال اليومين الماضيين أدمت قلوب المصريين وأبكتهم في طول البلاد وعرضها ولم يكن أحد يتصور أن الذي حدث كان بفعل فيصل من المصريين ضد أبناء وطنهم .. ولنسرد هذه الأحداث الثلاثة في السطور القليلة الآتية .
الحدث الأول :
خاص بكرامة كل إمرأة علي أرض مصر .. هذه الكرامة التي أقرها الشرع وأقرتها منظمات حقوق الإنسان قد أهدرت يوم قام ببعض جنود الجيش بسحل فتاة مصرية تدعي غادة كمال وتعريتها جزئيا من ملابسها في ميدان عام .. هؤلاء الجنود الأشاوس أنهالوا ضربا علي جسد الفتاة النحيل دون ما وازع من دين أو ضمير أو أخلاق ولولا لطف الله لماتت هذه الفتاة وضمت إلي قائمة الشهداء الذين قتلوا في ساحة التحرير بالقاهرة يومي 17 و18 ديسمبر 2011
الإعتداء علي هذه الفتاة وتعريتها وضرها المبرح ليس علي يد عدو خارجي كالعدو الإسرائيلي مثلا بل كان علي يد عدو داخلي مصري .. هذا العدو لم يدر أن بفعلته هذه قد أهان وإستباح حرمة كل إمراة وفتاة علي أرض مصر .. هؤلاء الجنود قد إستباحوا أيضا شرف الجندية العسكرية ولطخوها بالخزي والعار . ولكي أكون منصفا أقرر أن هؤلاء الذين أتوا هذا الفعل المشين لا يمثلون الجيش المصري بل هم فئة ضالة ينبغي علي المسئول العسكري محاكمتهم وفصلهم من الجيش لأن بقائهم يمثل نقطة سوداء في ثوب الجيش الأبيض الناصع .. ثوب نصر أكتوبر المظفر .
الحدث الثاني :
استشهاد عالم جليل هو الشيخ عماد عفت وكيل فضيلة المفتي علي جمعة .. رجل فاضل أزهري وعالم جليل تغتاله يد الغدر والخسة والدناءة فيلقي ربه شهيدا .. وللأسف الفاعل مجهول كما يتردد في كل مرة يقتل فيها مواطنون أو تحرق فيها كنيسة .. العلماء كرمهم الله عز وجل لأنهم هم الذي يخشون الله قبل غيرهم ولكن في مصر لا كرامة لعالم . فالعلماء مهمشون لا حول لهم ولا قوة وإغتيال الشيخ الجليل عماد عفت هو في الحقيقة إغتيال لطلابه وتلاميذه ولكل عالم وطالب علم في مصر .
الحدث الثالث :
إحتراق المجمع العلمي المصري والذي أنشأ عام 1798 إبان الحملة الفرنسية علي مصر .. والذي يضم الدرر الثمينة آلاف من الكتب الثمينة التي لا تقدر بأي غالي أونفيس .. أحرقوه السوقة والرعاع كما أحرقوا كتب ومؤلفات الآمام الجليل إبن حزم في الأندلس .. لم يفطن هؤلاء الذين أحرقوه أنهم يحرقون كل قلب مصري مهتم بالعلم والمعرفة ..
إن مأتم إحراق الدرر الثمينة واللولؤات النفيسة مأتم عالمي لا يخص مصر وحدها بل هو مصاب العالم بأسره فنطفاء أنوار العلم يظلم العالم بأسره .. فكم من زائر للمجمع العلمي من كافة دول العالم أتي ليزوره ولينهل من أنهار العلم والمعرفة والكنوز التي يحتويها هذا المجمع صريع البلجية الذين تربوا في كنف النظام المقبور ..نظام حسني مبارك وأعوانه المفسدين والجهلاء .
أغتيلت الكتب وأغتيل العلماء وأغتيلت الأخلاق فماذا بقي لمصر .. إنهارت دعام الدولة التي تقوم علي العلم والعلماء والأخلاق .. فدولة بلا علم لا قيمة لها ولا وزن .
وأخيرا نسأل الله الرحمة الواسعة للشهداء فهم عند ربهم أحياء يرزقون ونسأل الله أن ينزل الصبر والسكينة علي أهل الشهداء كما نسأله سبحانه أن يمن علي الجرحي والمصابين بالشفاء العاجل .. حفظ الله مصر وأهل مصر من كل مكروه ومن كل حاكم ظالم مستبد .