مقالة للكاتب عبد المنعم محمد عمر
كانت الخمر والقمار هما العاملين الأساسين في خراب البيوت في مصر , ذلك قبل ظهور ما يسمي "بالفيسبوك أو الماخوربوك" والأفلام القديمة أو أفلام الأسود والأبيض مليئة بالروايات والقصص التي تدور حول الرجل مدمن الخمر أو مدمن القمار الذي يبذر دخله إشباعا لهذا الأدمان المقيت وكان هذا النوع من الرجال يترك زوجته وأولاده دون نفقة أو منفق ودون إهتمام أو رعاية وكانت تصل به درجة الإدمان لهذين الموبقين درجة إستباحة أمرأته للغير سدادا لدين القمار وفي النهاية كان خراب البيت وتشريد الأطفال هو النتيجة الحتمية لمثل ذلك التصرف من جانب المدمن.
أما وقد قل إدمان الخمر وإدمان القمار في السنوات الأخيرة ربما لوازع ديني أو لثقافة دينية مؤثرة أو لعدم وجود بارات أو خمارات أو حلقات سباق خيل او موائد قمار أو لغلو قيمة الخمور بعد فرض ضرائب باهظة عليها , أما وقد حدث كل ذلك إلا أنه ظهر نوع جديد من الإدمان هو في رأي أشد خطورة واسوأ عاقبة من أنواع الإدمانات الأخري التي ذكرتها من قبل , فما هذا النوع الجديد من الإدمان إذن؟.
الإجابة ببساطة هو الفيسبوك أو الباربوك أو الماخوربوك , أنها أسماء لشيء واحد ألا وهو ماخور أو بيت دعارة دولي يلتقي فيه بعض الباحثين عن المتعة الحرام والتلصص علي صور النساء والفتايات اللواتي يرتدن هذا المكان ويضعن صورهم الحقيقة بل غالبا ما يضعون صورا غير حقيقية لفتيات جميلات حتي يجذبن المرتادين علي هذا المكان والباحثين عن المتعة الحرام وذلك بالحديث المطول بين البنت والولد أو بين المرأة والرجل حديث يتخلله بث عبارات الغرام والحب والهيام والشوق والإشتياق ويتلذذ كل منهما بهذا الحديث الرخيص وفي الغالب الأعم يتطور الحديث وهو ما يسمي "بالشات" في هذا الماخور الدنس , يتطور إلي ميعاد ثم لقاء ثم خيانة فعلية علي فراش الشيطان.
مرتادو هذا الماخور من فئات وأعمار مختلفة فمنهم الطفل أو الطفلة الصغيرة ذات الثمانية سنوات وما يليها ومنهم من تجاوز أو تجاوزت الستين أو السبعين من عمرها , كل هؤلاء ينسون أعمارهم ومراكزهم الإجتماعية وينزلقون إلي أسوأ منزلق وينسون الله ويتبعون الشيطان في سبيل متعة حرام ووهم كاذب حتي تأتي الطامة الكبري والساعة التي تزلزل أركان الأسرة حين يكتشف أحد الزوجين خيانة زوجته او خيانة زوجها فيحدث الشقاق ويتصدع بنيان الأسرة وينتهي الأمر إلي خراب البيت وتشريد الأطفال أو فضيحة للأبناء الكبار حين يعايرون بأبائهم أو أمهاتهم عندما تنتشر الفضيحة بأن أحد هذين كان يخون الآخر أو كلاهما يخون كلا منهما الآخر.
أما إذا كانت العلاقة في هذا المحفل الملعون بين فتاة وشاب لم يتزوجا بعد , فعن طريق المحادثة التي تتم بينهما بطريق ما يعرف بـ"الشات" كما أسلفت يمكن التغرير بالفتاة ودفعها للهروب من منزل أسرتها والزواج من هذا الشاب الذي غرر بها زوجا عرفيا الذي سرعان ما ينتهي ويزول أثره بعد أن يصل الشاب إلي مبتغاه من هذه الفتاة , وتعود هذه الفتاة إلي أسرتها بعد أن تكون خسرت أعز شيء وقد لا تعود وينتهي بها الأمر إلي الشارع ورفيقات السوء والهوي.
وأخيرا أنصح كل زوج وكل زوجة أن تلاحظ سلوك زوجها او سلوك زوجته عند إستخدامهما للفيسبوك ومن يفطن سوف تتكشف له علامات ودلالات بداية أو قرب خيانة في العالم الإفتراضي سرعان ما تتحول إلي خيانة في العالم الفعلي الوافعي فيمكن عنئذ معالجتها قبل فوات الأوان ووصول الأمر إلي مرحلة الإدمان , كما ينبغي علي الأسرة أن تراقب أولادها وهم يستعملون جهاز الكومبيوتر وأن يقصروا السماح لأولادهم علي مخاطبة أفراد الأسرة الأقربون إن كان هناك إلحاح أو بد لإستعمال الفيسبوك كي يتجنبوا إنحراف أولادهم ويجنبوهم موارد الهلاك بالأدمان الذي لا ينفع معه علاج وقتئذ , لأن وقتها سيكون سبق السيف العزل.
