كان يصعب علي المرأة قديما السير في طريق الخيانة الزوجية لعدة أسباب منها أن السبل المتاحة لإنحراف المرأة لم تكن سهلة وكان المجتمع صغيرا وأفراده من رجال ونساء معروفين لدي بعضهم البعض وكانت الحارة أوالحي هو السياج المانع لأي أنحراف لـ "بنت الحارة" كما كانوا يطلقون عليها .. وكانت الأسر لا تسمح بتأخير بناتها بكرا أو زوجات خارج البيت لقضاء حاجة من الحاجات وغالبا ما كان يصحبها زوجها أو أبوها أو أخوها .. وكانت البنت التي تتأخر ليلا بمفردها إلي ساعة أو أقل من ساعة بعد زوال الشمس كانت فضيحة وعار لا يغتفر .. وكانت تعاير من قبل أهل الحارة أو الحي وكان هذا الأمر لا يعالج إلا "بعلقة ساخنة" لتلك الفتاة التي تفكر أن تتأخر بمفردها عن منزلها ساعة بالليل أو بعض ساعة.
هكذا كانت العائلات تحرص علي تربية بناتها التربية الدينية السليمة القائمة علي مكارم الأخلاق والمتبنية لمبدأ الحياء والعفة والبعد عن مواطن الشبهات , وكانت الزوجة لا تخرج من بيت زوجها إلا بإذن مسبق منه وللضرورة الملحة , ويا ويل من خرجت دون إذن زوجها ومشاهد هذه المواقف في الأفلام القديمة في السينما المصرية وفي روايات نجيب محفوظ كثيرة , وكان الحرص علي تربية البنات وتأديبهن هو الشغل الشاغل لرب الأسرة الأب حتي تنتقل البنت إلي عصمة زوجها عفيفة مصونة يفخر الأهل بعفافها وأدبها وحسن تربيتها.
ومع التطور التدريجي للزمن والأخذ بأساليب الحداثة ومحاكاة الغرب في ثقافته الفكرية المترهلة والخاصة بالحرية المقيتة التي تمارس الفتاة في الغرب من خلالها كل رزيلة وكل فسق وفجور .. وللأسف أنتقلت هذه الثقافة للعالم الشرقي عن طريق ما يسمي بمواقع التواصل الإجتماعي وعلي الأخص " الفيسبوك" الذي دخل كل منزل في مصر تقريبا وإلي كل فتي وفتاة حتي إذا لم يكن متاحا في البيت فهو متاح عبر مقاهي النت المنتشرة في طول البلاد وعرضها وعبر تليفونات المحمول أيضا التي طورت بشكل رهيب في السنوات القليلة الماضية.
كانت وما زالت مواقع التواصل الإجتماعي
هي المعول أو اللبلدوزر الذي هدم الجدار الحصين الذي كانت تقيمه الأسرة لأبنائها وبناتها حفاظا عليهم وعليهن وعلي عفاف وعزرية بناتهم وأصبح الأمر سداح مداح , يجلس الشاب والشابة يتحادثون عبر ما يسمي "بالشات" وهو إما كتابة فقط أو محادثة صوتية أو صوت وصورة معا عبر كاميرا الويب ويتبادلون الأعجاب ببعضهما ثم يتطور الأمر إلي فضفضة يبث كل طرف شكواه وشجونه للطرف الآخر حيث يجد الشاب او الشابة الآذان الصاغية التي تسمع والصدر الذي يحنو والدفء الذي يأوي إليه كلاهما , ثم بعد ذلك يتطور الحديث إلي حديث الحب والغرام والشوق والهيام , وهنا يبدأ الطريق إلي الإنحراف الذي يؤدي إلي الخياة الكلامية والذي ينتهي بالخيانة الغعلية علي فراش الرزيلة.
هي المعول أو اللبلدوزر الذي هدم الجدار الحصين الذي كانت تقيمه الأسرة لأبنائها وبناتها حفاظا عليهم وعليهن وعلي عفاف وعزرية بناتهم وأصبح الأمر سداح مداح , يجلس الشاب والشابة يتحادثون عبر ما يسمي "بالشات" وهو إما كتابة فقط أو محادثة صوتية أو صوت وصورة معا عبر كاميرا الويب ويتبادلون الأعجاب ببعضهما ثم يتطور الأمر إلي فضفضة يبث كل طرف شكواه وشجونه للطرف الآخر حيث يجد الشاب او الشابة الآذان الصاغية التي تسمع والصدر الذي يحنو والدفء الذي يأوي إليه كلاهما , ثم بعد ذلك يتطور الحديث إلي حديث الحب والغرام والشوق والهيام , وهنا يبدأ الطريق إلي الإنحراف الذي يؤدي إلي الخياة الكلامية والذي ينتهي بالخيانة الغعلية علي فراش الرزيلة.
والعجب العجاب أن كثيرا ممن يمارسون الجنس
عبر النت ( دراسة تقول 50 مليونا يمارسون الجنس الإفتراض حول العالم ) هم من المتزوجين والمتزوجات والأغرب من ذلك أن المتزوجات تلك تقع أعمارهم بين الخمسين والسبعين , ومرد ذلك أن المرأة في الغالب الأعم لا تعترف بسنها ولا تريد من يذكرها بسنها وتعيش في عالم خيالي إفتراضي تتصور فيه أنها مازالت صغيرة ومرموقة بل يتعدي الأمر ذلك بأن تشعر بمراهقة وهي بالطبع مراهقة متأخرة ولكنها لا تعترف بذلك , ومن أجل ذلك هي تمارس أساليب الشابات المراهقات فتتحدث إلي شبان في سن أولادها بل في سن أحفادها أحيانا , والعكس طبعا صحيح من جانب الزوج الذي يحلو له دائما أن يكون الشاب "الفتك" المرموق مهما بلغ من عمر.المرأة ساقطة الأخلاق تجد ضالتها المنشودة في هذه المواقع المسماة بمواقع التواصل بين قوسين "آلا إجتماعي" بل هي مواقع تواصل إباحي تشجع الزوجات قليلي التربية علي التمرد علي أزواجهن والإنخراط في علاقات جنسية إفتراضية كما تشجع الزوج علي الإنغماس في حياة وهمية وردية سرعان ما تتحول إلي علاقات جنسية حقيقية وحتي إن لم تتحول إلي علاقات جنسية خارج البيت فالعلاقة الجنسية متاحة داخل البيت أيضا بل داخل حجرة نوم الزوج أو الزوجة نفسها والتي تتم ممارستها عبر كاميرات الويب علي النت علما بأن كثيرات وكثيرين يجدون متعتهم المحرمة في هذا النوع من الجنس الرخيص.
هل لهذه الظاهرة علاج .. أقول أن الأمر إذا كان في بادئه قبل أن يتحول إلي إدمان فيمكن علاجه باللجوء إلي الملاذ الأمين , ملاذ رب العالمين والتوبة النصوح كي يغفر الله لهم أو لهن ما قاموا وقمن به .. أما إذا وصل إلي مرحلة الإدمان فلا بد من جلسات العلاج النفسي والبحث في الدوافع التي أدت إلي هذا السلوك وتجنب الأدوات التي أدت إلي هذا الإنزلاق الرهيب كالإستغناء عن خدمات النت وكاميرا الويب مثلا , بشرط أن يكون الإدمان هنا منهجيا أي وسيلة للوصول إلي المتعة أو التسلية الوقتية أما إذا كان الإدمان مذهبيا , فهنا الوضع يختلف ويكون سيئا جدا لأنه يصبح عقيدة أو دين ويكون العلاج صعبا لدرجة الإستحالة , وهل بسهولة يستغني الإنسان عن دينه , كفانا الله وكفاكم شر الغفلة والله المستعان.