النمط الإستهلاكي وأثره في ارتفاع الأسعار
كتب المدون/ عبد المنعم عمر
أسعار السلع والخدمات في مصر في ارتفاع مستمر.. وهي للأسف لا تعرف الاستقرار والثبات كما تعرفه الدخول الهزيلة للسواد الأعظم من الشعب.. والأسباب هنا كثيرة منها اقتصادي كآليات السوق من عرض وطلب وقلة المنتج وزيادة تكلفته وزيادة جماعة المستهلكين ومنها ما هو سياسي كالقوانين المقيدة لحرية التجارة والأنواع الكثيرة من الضرائب والرسوم والتي وصلت الي 40 نوعا يتحملها المستهلك المصري المسكين وكذلك سياسية التفكير البديل التي تتبعها الحكومة بخلق أزمات اقتصادية دائمة لدي الشعب حتي ينأي بتفكيره عن قضايا وهموم كثيرة تطرح نفسها علي الساحة المصرية.
والأهم من ذلك كله هو الأسباب الإجتماعية التي تساهم بشكل كبير في إرتفاع الأسعار بشكل عام وهو ما يعنيني في هذا المقال ألا وهو النمط الإستهلاكي للمستهلك المصري الذي يتسم بما يعرف في علم النفس بفرط الشراء وهو للأسف النمط الاستهلاكي السائد في مصر مقارنة بالأنماط الاستهلاكية في باقي دول العالم.
المواطن المصري رغم قلة دخله هو مستهلك جيد للسلع والخدمات المختلفة فهو يشتري أكثر مما يحتاج ويأكل بشراهة أكثر مما تتطلبه الصحة العامة للبدن ويفيض منه الكثير لصالح صناديق القمامة وبشكل عام ليس هناك ترشيد عند شرائه لسلعة ما أو خدمة ما مثل استهلاك الكهرباء والتليفون وما الي ذلك.. كل هذا باختصار ساهم في زيادة الطلب علي السلع والخدمات في الوقت نفسه الذي يتناقص فيه المعروض منها نتيجة عوامل كثيرة طبيعية وبشرية .. والمحصلة النهائية تضخم وإرتفاعات الأسعار وزد علي ذلك الطائفة الجشعة من التجار الذي ينتهزون الفرص ويغالون في أسعار بضائعهم دون ما خشية من الله أو رحمة بالفقراء الذين يعيشون تحت خط الفقر المدجع.
ينبغي علي كل مواطن مصري مخلص أن يحافظ علي نعمة الطعام والشراب وكافة إستهلا كاته المختلفة وأن لا يشتري إلا بقدر الحاجة وليعلم أن القليل من الطعام أكثر فائدة لصحته من كثيره وأقول لكل مقتدر أن يرشد من إستهلاكاته بشكل عام ويتقي الله في الغلابة ذوي الدخل المحدود الذين يحرمهم من الحصول علي إحتياجاتهم من السلع والخدمات بأسعار معقولة تتناسب مع دخولهم الهزيلة نتيجة فرط شرائهم وتقليل المعروض مما يترتب عليه الإرتفاعات الرهيبة في الأسعار كما أسلفت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم موضع إهتمامنا دائما , شكرا لكم