رفقا بفقراء مصر يا تجار مصر
كتب المدون / عبد المنعم عمر الخن
ما أن يحل شهر رمضان المبارك حتي تجد تجار مصر يرفعون أسعار سلعهم وخدماتهم بشكل ينطوي علي الجشع والنهم .. والحقيقة أنني لم أجد مبررا لرفع هذه الأسعار بالشكل الفج الذي يلجأ إليه الغالبية من التجار الساعيين إلي الثراء السريع ضاربين عرض الحائط بحديث سيدنا النبي محمد صلي الله عليه وآله فقد روى البخاري و ابن ماجة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رحم الله عبداً سمحاً إذا باع، سمحاً إذا اشترى، سمحاً إذا اقتضى). فالسماحة في البيع والشراء هدي نبوي تربوي فيه خير كثير، تربى عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن اقتفى أثرهم .. وأني أتسآل هنا أين السماحة في هذه الأسعار المجنونة التي ينكوي بها الغالبية العظمي من فقراء مصر.
إن شهر رمضان شهر الرحمة والغفران لا شهر الجشع والمغالاة في أسعار السلع الأساسية التي يحتاجها الناس وغالبيتهم يعانون الفقر المدجع والمرض العضال .. إن هؤلاء الفقراء لهم حق معلوم في الرحمة من ذوي المقدرة والمسيطرين علي سوق السلع والخدمات .. ألا تعلم هذه الفئة الجشعة أن من يرحم من في الأرض يرحمه الله الذي علي السماء ومن لا يرحم لا يرحم.
كان من الأجدر بهذه الفئة الضالة من التجار الجشعين أن يتقوا الله في المواطن المصري الفقير والمواطن المصري البسيط ويبيعوا له بأسعار ترضي الله ورسوله .. ألا يعلموا إن فعلوا هم ذلك سوف يجزون الجزاء الأوفي والربح الوفير من عند رب العالمين المنعم السخي القدير كما فعل الخليفة ذو النورين عثمان رضي الله عنه وأرضاه عندما باع لله قوافله المحملة بالبضائع من كل لون وصنف ومن كل حدب وصوب .. باعها لله في عام المجاعة ورفض بيعها بأضعاف قيمتها لتجار قريش الذين ظلوا يزيدوه حتي وصلوا إلي أضعاف مضاغفة وهو يقول: لقد بعتها فقالوا لمن؟ قال رضي الله عنه: بعتها لله رب العالمين.
أين أنتم أيها التجار المسلمون من هذا الورع والخشية من الله .. أين أنتم من الإسلام الحقيقي الذي أتي بمكارم الأخلاق .. فهل من مكارم الأخلاق أكل لحم أخوتكم في الدين غلاء وجشعا .. أتبيعون آخرتكم ببضع أموال تنهشونها من لحم أخوتكم المسلمين وغير المسلمين وتشترون دنياكم التي هي لا محالة زائلة وأعلمكم أن مهما طالت أعماركم فهي قصيرة في علم السنين والحساب .. تبا لكل تاجر جشع لا يخشي الله يملء بطنه بمال حرام هو القدر الزائد بلا مبرر عن سعر السلعة أو الخدمة التي يبيعها أو يؤديها وسوف تتحول هذه الزيادات إلي نار تأكل بطونكم وتوردكم موارد الهلاك في الدنيا وفي الآخرة .. وحسبي الله ونعم الوكيل.
في إنتظار تعليقاتكم التي سوف نثري المدونة وشكرا.
في إنتظار تعليقاتكم التي سوف نثري المدونة وشكرا.
الأسعار في مصر تزداد كل يوم ويزداد الفقراء فقرا والأغنياء من التجار الجشعين ثراء .. لم تعد أسعار وإنما أصبحت سعارا
ردحذفبعض التجار يتمسكون بالسعر الباهظ رغم عدم إقبال المشترين ويظل الحال هكذا حتي تفسد السلعة وما بقي منها يضعونه في صناديق القمامة رغم أنه كان في إمكانهم بيعها بأسعار معقولة والخلاص منهنا قبل أن تفسد
ردحذف