بحث داخل المدونة

الخميس، 21 أغسطس 2014

الموهوبون فنيا أكثر عرضة للاضطرابات النفسية


روبن وليامز كان يعاني من اكتئاب  
   حاد قبل اقدامه على الانتحار


الفنانون لا يشكلون استثناء في الإصابة بالاضطرابات النفسية، بل يوجد أكثر من 350 مليون شخص من مختلف الأعمار يعانون منها في كافة أنحاء العالم.

  

لندن –يرى خبراء في علم النفس أن الشهرة والثراء لا يعسكان بالضرورة رضا وسعادة، إذ أن الممثلين والموسيقيين والكتاب معرضون أكثر من غيرهم للاكتئاب والإدمان، على غرار الممثل الأميركي روبن وليامز الذي قضى انتحارا الاثنين الماضي.

يكشف كثير من الفنانين بشكل علني عن إصاباتهم بالاكتئاب وإدمان المخدرات أو الكحول، مثل جيم كاري وكاترين زيتا جونز وميل غيبسون. ويقول خبراء في علم النفس إن الموهوبين في المجال الفني معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بهذه الاضطرابات النفسية. فالممثل الأميركي روبن وليامز كان يعاني من “اكتئاب حاد” في سنواته الأخيرة، وفقا لوكيلته الإعلامية مارا بوكسبوم. وقد أقدم على الانتحار شنقا على ما يبدو.

ولا يشكل الفنانون استثناء في الإصابة بالاضطرابات النفسية، بل إن أكثر من 350 مليون شخص من مختلف الأعمار يعانون منها في كافة أنحاء العالم، وهي أعراض قد تؤدي في حال تفاقمها إلى الانتحار، بحسب منظمة الصحة العالمية التي تتحدث عن مليون وفاة سنويا في هذا السياق. ويتحدث ميشال رينو المتخصص في الأمراض النفسية والإدمان عن علاقة بين الطاقات الإبداعية والاكتئاب والإدمان. ويقول “الفنانون عادة هم أكثر حساسية من غيرهم، ويكون وقع المشاعر عندهم أقوى”، مشيرا إلى أن هذا الأمر يصيب “الكتاب والشعراء والموسيقيين والممثلين الكبار”. ويضيف “وراء هذه المواهب شخصيات قلقة ومكتئبة وخائفة ومصابة بالثنائية القطبية”.

ويضاف إلى ذلك أن المخدرات والكحول غالبا ما تكون متوافرة في أوساط الفنانين وقد ينظر إليها على أنها محفز للأفكار الإبداعية. وبينت دراسات سابقة وجود صلة بين المواهب الإبداعية والاضطرابات النفسية، رغم أن آلية هذه الصلة ما زالت غامضة. ويقول علماء “إن التفاعلات الدماغية المسؤولة عن الإبداع هي نفسها التي تقف وراء الاضطراب النفسي، وبالتالي فإن الإبداع قد يزيد من مخاطر الإصابة بمرض نفسي”.

وثبت للباحثين أيضا وجود صلة بين الاكتئاب والثنائية القطبية والإدمان، إذ أن ما بين ثلث المدمنين ونصفهم مصاب بالاكتئاب، ونصف المصابين بالثنائية القطبية واقع في شرك الإدمان. وفي عام 2009، ذكرت دراسة نشرتها “جورنال أوف فينومينولوجيكال سايكولوجي” أن الشهرة التي تجلب المال وخلود الذكر والتميز عن الناس غالبا ما يكون لها ثمن على مستوى الصحة النفسية، وأن الصورة الظاهرة لصاحب الشهرة قد تختلف تماما عن الصورة الحقيقة البعيدة عن الأضواء.

ومن بين المشاهير الذين وضعوا حدا لحياتهم الممثلة مارلين مونرو والمغنية داليدا والمغني الأميركي كورت كوباين من فرقة “نيرفانا” ومغني الراب فريدي والمخرج البريطاني توني سكوت.