بحث داخل المدونة

الخميس، 7 مايو 2015

مع الكاتب المفكر: عبد المنعم الخن حلقة 51 - الأحاديث والروايات المكذوبة في كتب التراث ج 51


حديث شيطان الرسول أسلم.

ورد في صحيح مسلم .. كتاب صفة القيامة و الجنة و النار .. باب ‏تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس برقم (2815)
.
متن الحديث أو نصه كما رواه مسلم في كتابه "صحيح مسلم"
.
‏(حدثني ‏ ‏هارون بن سعيد الأيلي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن وهب ‏ ‏أخبرني ‏ ‏أبو صخر ‏ ‏عن ‏ ‏ابن قسيط ‏ ‏حدثه أن ‏ ‏عروة ‏ ‏حدثه أن ‏ ‏عائشة زوج النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏حدثته ‏‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏خرج من عندها ليلا قالت فغرت عليه فجاء فرأى ما أصنع فقال ‏ ‏ما لك يا ‏ ‏عائشة ‏ ‏أغرت فقلت وما لي لا يغار مثلي على مثلك فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أقد جاءك شيطانك قالت يا رسول الله أو ‏ ‏معي شيطان قال نعم قلت ومع كل إنسان قال نعم قلت ومعك يا رسول الله قال نعم ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم)
.
تخريج الحديث:
صحيح مسلم - صفة القيامة والجنة والنار (2815)
مسند أحمد - باقي مسند الأنصار (6/115)
سنن النسائي .. كتاب عشرة النساء .. باب الغيرة
وورد في صحيح إبن حبان برقم 1933 ولكن بصيغة أخري كما يلي:
.
(فقَدْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وكان معي على فراشي فوجَدْتُه ساجدًا راصًّا عقِبَيْه مستقبِلًا بأطرافِ أصابعِه للقِبلةِ فسمِعْتُه يقولُ: ( اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ برضاكَ مِن سخَطِك وبعفوِك مِن عقوبتِك وبك منك أُثني عليك لا أبلُغُ كلَّ ما فيك ) فلمَّا انصرَف قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( يا عائشةُ أحرَّبكِ شيطانُكِ ) ؟ فقُلْتُ: ما لي مِن شيطانٍ ؟ فقال: ( ما مِن آدَميٍّ إلَّا له شيطانٌ ) فقُلْتُ: وأنتَ يا رسولَ اللهِ ؟ قال: ( وأنا ولكنِّي دعَوْتُ اللهَ عليه فأسلَم )
.
وبالطبع لا حاجة بي أن أقول بأن الحديث ضعيف وهذه خلاصة الدرجة من الموسوعة الحديثية:
- الراوي : عائشة أم المؤمنين 
المحدث : الذهبي
المصدر : المهذب الصفحة أو الرقم: 2/563 
خلاصة حكم المحدث : من طريق محمد بن عيسى الطرسوسي , والطرسوسي , قال ابن عدي: هو في عداد من يسرق الحديث
.
الراوي : عائشة أم المؤمنين 
المحدث : الألباني
المصدر : أصل صفة الصلاة الصفحة أو الرقم: 2/736 
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم فقط.
.
هذا الحديث فيه هارون بن سعيد الأيلي ‏و ‏ابن وهب و ‏ ‏أبو صخر ‏ ‏و ‏ ‏ابن قسيط ‏ ‏و ‏عروة , فهم خمسة وآخرهم عروة وهو الذي حدّث عن عائشة رضي الله عنها..
.
بعض الرّواة يروُون هذا الحديث بصيغة أخرى فيعوّضون اللّفظ "فأسلمَ" العائدة على الشيطان إلى "فأسلمُ" أي أن النبي (ص) يسلمُ من شرّه، ولكنّ معظمهم يستنكرون هذه الرّواية ويعتبرون أنّ الأصحّ أن يُقال "فأسلمَ". وقد قال إبن تيميّة في ذلك: "في الصحيح عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما منكم من أحد إلا وُكِّلَ به قرينُه من الجنّ قالوا وإيّاك يا رسول الله قال وإياي ولكن ربّي أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير. وفي الصحيح عن عائشة قالت: يا رسول الله أو معي شيطان، قال: نعم، قالت: ومع كلّ إنسان، قال: نعم، ومعك يا رسول الله قال: نعم ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم والمراد في أصحّ القولين استسلم وانقاد لي ومن قال حتى أسلمَ أنا فقد حرّف معناه ومن قال الشّيطان صار مؤمنا فقد حرّف لفظه". (منهاج السنّة النبوية، ج8، ص271) ولكن في الحالتين تبقى هناك مشاكل عويصة تجعل هذا الحديث موضوع أو مردود ولم يقله النبي (ص) أو عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.
.
كما أن الحديث يتناقض مع القرآن في الأيات الآتية:
.
(فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) [النحل : 98]
(إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون) [النحل : 99]
(إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا) [الإسراء : 65]