بحث داخل المدونة

الأحد، 10 مايو 2015

حمار وسيدة وطيار .. بقلم عبد المنعم الخن

ماذا جري في المطار , تطالعنا الأخبار بشكل متتابع عن احداث غريبة تحدث في مطار القاهرة الدولي , ولأن المطار هو حرمة الدار , أجدني مندهشا دهشة
دفعتني إلي الكتابة في هذا الشأن علي النحو التالي:
.
- حمار يقتحم مطار القاهرة الدولي رمز البلاد وحرمتها , يقتحم هذا الحمار الذكي المطار ويصل إلي مدرجاته القاصرة علي إقلاع وهبوط الطائرات من كافة دول العالم. والبديهي أن تكون آمنة مؤمنة بإمتياز وإلا وقعت كوارث تؤدي إلي ضحايا بالمئات والسبب حمار واحد , هذا من ناحية ومن ناحية أخري هذا الحادث يكشف عن مدي الإهمال واللا مبالاة والفساد الذي ينخر في نسيج الأمة في كافة الوزرات والهيئات والمؤسسات , ولكن أن يصل هذا الإهمال وذلك الفساد إلي وجه الجسد ويشوهه , فهذا أمر جد مستغرب ومستهجن , ذلك أن الوجه من الجسد هو عنوان الجمال , وتشويه صرح عظيم كمطار القاهرة الدولي يسيء ليس لجمال ورونق المطار بل يسيء إلي جسد الأمة بكاملها. وما دامت أيام إحتفالاتنا كثيرة وعديد فأقترح تخصيص يوم للإحتفال بالحمار الذي إستطاع إقتحام مدرجات مطار القاهرة الدولي والذي يستعصي علي أي إنسان أن يخترقه إلا بتصري صريح , أو أن نضع هذا الحمار الشجاع في سفاري أي حديقة مفتوحة كي يأتي إليه الزوار والسياح لمشاهدة إحدي عجائب مصر ولا فخر ضمن أعاجيب كثيرة قديمة وحديثة علي حد سواء.
.
- أما عن السيدة فهي تلك التي ضربت ضابط شرطة أثناء أداء عمله بمطار القاهرة الدولي , وهذا حدث تناقلته وكالات الأنباء وعلم به القاصي والداني مما أساء أولا لنساء مصر المفروض أنهن متربيات وعلي خلق وقبل كل شيء صاحبات النعومة والدلال والخفة ولجمال , وهذه هي صفات المرأة كما خلقها الله , وقد وصفها الرسول محمد صلي الله عليه وسلم .. وصفها بـ "القوارير" وذلك كناية عن رقتها , هذه واحدة , أما الثانية فهي إساءة إلي جهاز الشرطة بأكمله الذي تقاعس ضابط من ضباطه عن حماية نفسه من ضرب إمرأة أثناء تأدية عمله الرسمي داخل أهم صرح دولي مصري هو مطار القاهرة , ولو أن هذا الذي حدث قد حدث في إحدي مطارات بلاد كبلاد الواق الواق لدافع عن نفسه هذا الضابط وقبض عليها في التو واللحظة ولوضع الأساور الحديدية (الكلابشات) في يديها التي ضربت بهما ومن الخلف , وهذا ما شهدته بأم عيني في مدينة نيويورك أثناء عملي بها لعدد من السنوات , فهناك ولإتفه الأسباب يضع رجل البوليس وهو مجرد جندي او صف ضابط يسمي هناك "cops" وهو يجوب الشوارع بسيارات سريعة مع زميل له لمراقبة الحالة الأمنية والتدخل السريع إما بمشاهدته لحدث أثناء تجواله وإما ببلاغ يتلقاه من إدارته المركزية للتوجه إلي مكان يقع فيه حادثة أو مشاجرة أو نحو ذلك , المهم في حالة تعرض هذا الجندي أو الصف ضابط إلي أي إهانة لفظية أو لرفض الإستجابة لأبراز الهوية أو رخصة القيادة لأي إنسان يشتبه به , عندها يضع "الكلابشات" في يديه من الخلف وليس من الأمام , وهذا هو الصحيح , وهو المعروف بعبارة "اللاك آب" "Lockup" و أما في حالة تعدي مواطن علي رجل أمن بالضرب كما حدث في مطار القاهرة هنا قد يقوم رجل الأمن بإطلاق النار عليه فورا وقد حدث ذلك مرارا. بصرف النظر عن سلامة هذا الإجراء من عدمه لكن في النهاية هي هيبة الشرطة وهيبة الشرطة من هيبة الدولة , حتي أن كلمة "cops" المشار إليها باتت تدخل الخوف إلي القلوب وترتعد منها الأبدان لمجرد أن يقول لك إنسان بأنه سوف يتصل بـ "cops" , وهي عبارة علي اللسان لكل من يتعرض لمضايقات أو سخافات يقولها هكذا لمن يريد به سوءا .. "I"ll call the cops" .. , وإذا حدث ذلك فسيارات البوليس تأتي لمكان الطلب في ثواني أو بضع ثواني لأن هذه السيارات السريعة تجوب في كل الأحياء وتأتي من اقرب نقطة وليس من إدارة مركزية كما هو متبع عندنا في مصر.
.
- أما عن الطيار .. فأعني بها هذه الفئة من طياري شركة مصر للطيران وهي شركة وطنية تمثل الدولة أو قل هي سفيرة للدولة في جميع مطارات العالم وسمعتها من سمعة مصر , فجأة يخرج علينا 224 طيار طالبين زيادة أجورهم ورواتبهم ناظرين لشركات الطيران الأجنبية والخليجية ويهددون بالإستقالة الجماعية وبالفعل قدموا هذه الإستقالات علي أوراق رابطة الطيارين المصريين. 
.
والمتتبع لهذه الأحداث يجد أنها لم تأت فرادي بل أتت متزامنة مع الحمار والسيدة والطيار , فهل هذا كان صدفة أم كانت تدببر بليل للإساءة إلي مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي الذي كثر إنتقاده في الفترة الأخيرة وهو الرجل الذي لم يأل جهدا في تحسين صورة مصر خارجيا وتحسين الحياة المعيشة للمصريين داخليا , وإذا كان ذلك كذلك فمتي يتم البنيان يوما تمامه إذا كان الرجل يبني والآخرون يهدموا , المهم تراجع الطيارون عن إستقالتهم أخيرا بعد أن أيقنوا جدية رئيس شركة مصر للطبران في قبول إستقالاتهم , وحفاظا علي ماء الوجه أدعوا أنهم أستجابوا لرئيس الدولة عبد الفتاح السيسي بعد خطابه و تفهمه للأزمة ووعده بحلها.