بحث داخل المدونة

السبت، 8 أكتوبر 2011

العروبة الغائبة

شعارالعقلية العربية
كتب المدون / عبد المنعم عمر الخن


يتحدث كثير من الناس عن العروبة ويا طالما تغني المطربون بالعروبة ويا طالما أمتدح الشعراء العروبة في أبيات شعر للأسف تظل شعرا .

العروبة قول كاذب يراد به خيرا .. ولكن من أين يأتي الخير وأنا كرجل مصري عربي عندما أريد زيارة بلد عربي آخر أحتاج إلي بروتوكولات أقبح من بروتوكولات صهيون ... وسأتكلم عن تجربتي في ما يسمي العروبة أو الوحدة العربية التي هي تشابه الغول والعنقاء والخل الوفي ..

 لي إبنة تعيش هي وزوجها وأولادها في السعودية العربية أو هكذا يجب أن تكون .. أردت يوما زيارة أبنتي أنا وزوجتي والدتها .. قام زوج إبنتي بتقديم الطلب اللازم لمسئولي الجوازات والهجرة هناك .. كانت الإجابة الوالدة يسمح لها بالزيارة أم الأب فلا يسمح له بذلك .. ما شي الحال .. عزمت زوجتي علي الذهاب لرؤية إبنتها وقطعت مشوارا شاقا ودفعت أموالا كثيرة قيمة رسوم التأشيرة .. والتأشيرة لمدة شهر واحد فقط .. أفبعد ذلك تكون للعروبة محلا من الإعراب في لغة الحياة بين العرب.

المفروض أنهم أشقاء وتجمعهم وحدة الدين واللغة والثقافة العربية .. أقول بكل تأكيد ليس لهذه الكلمة وجود في قواميس اللغة العربية كالمصباح المنير والمختار الصحاح وغيرها .. 


إن دول أوربا المختلفة المذاهب الدينية من كاثوليك وبروستانت و أرثوذكس أو حتي ألادينيين (من ليس لهم دين) , يتحد 27 من هذه الدول في أعجب وأروع إتحاد وتتوحد عملتهم وتتوحد حدودهم ويذهب المواطن الأوربي إلي أي دولة من دول الإتحاد دون ما طلب زيارة أو تأشيرة أو أموال تدفع لذلك .. يذهب المواطن المتحدث بالإنجليزية إلي المواطن المتحدث بالفرنسية أو الإيطالية أو الألمانية أو غير ذلك دون ما عائق او مسئول يتحكم في المنع والمنح لتأشيرة يطلبها مواطن  أو يثقل كاهله بالرسوم الباهظة للتأشيرات .. أستطيع القول أن الإتحاد الأوربي هو "الأوروبة"عن حق وعن يقين , أما "العروبة" (عروبة بني يعرب) فهي وهم وخيال وحلم قل أن يزور نائم في منامه في أنحاء الوطن المفكك والذي يسمي الوطن العربي مجازا .

بقي لي كلمة أخيرة .. رغبت يوما أن أزور الولايات المتحدة الأمريكية فتقدمت للقنصلية الأمريكية في بلدي الأسكندرية وكتبت طلبا علي دسك في المكان المخصص للمقابلات ومنح التأشيرات وقدمته .. ولم تمضي دقائق أقسم بالله دقائق لغير وقابلني القنصل وبعد الإجابة من طرفي علي بعض الأسئلة أعطاني التأشيرة ولمدة خمسة سنوات أغدو ذهابا وأعود إيابا خلال هذه السنوات الخمس .. وكانت الرسوم وقتها عشرون جنيها لا غير ..

 أعلم أن اليوم تزدحم السفارة الأمريكية بالمئات من طالبي التأشيرة للزيارة وهم في الحقيقة يطلبونها هربا من وحش البطالة المفترس وفرارا من نفق مظلم ليس في آخره أي بصيص ضوء  وبسبب كثرة المتقدين تستغرق المقابلة ربما ساعة او ساعتين أو أكثر أما الرسوم فقد زادت زيادة رهيبة ويفقدها طالب التأشيرة عند رفض طلبه .. العذر واضح ومقبول في هذا الشأن .. أما في الشأن العربي فإن كان هناك عذر فهو العذر الذي أقبح من الذنب .. فلا تتلفظ عزيزي القاريء بكلمة عروبة بعد مطالعة هذا المقال , فهي فقط في خيال الحالمين .. وقضي الأمر الذي فيه تستفتيان .