بحث داخل المدونة

الجمعة، 14 أكتوبر 2011

لا تقل مسلم لا تقل مسيحي .. قل مصري فقط


مقالة للكاتب / عبد المنعم محمد عمر
لا ينبغي تصنيف المواطنين المصريين بمسلم أو مسيحي .. الدين أو العقيدة لله وحده أما الوطن فللجميع .. ومن أجل ذلك أري أنه من العيب علي مصريتنا أن نصنف المصريين علي أساس ديني ومن الأقوال الخاطئة والتي يكررها الناس في خطابهم عبارات مثل ( عنصري الأمة ) و ( المسلمون وأشقائهم المسيحيون ) و ( الوحدة الوطنيه بين المسلمين والمسيحيين ) و ( المسلمون والمسيحييون يد واحدة ) هذه العبارات الخاطئة ترسخ فكرة التصنيف الفجة والتي تشبه الإعلان المتكرر الفج لسلعة بائرة  ..


لسنا في حاجة إلي هذه العبارات فالمصريون يشكلون الدولة المصرية منذ فجر التاريخ حتي كلمة قبطي هي كلمة تعني مصري أو من أتخذ مصر وطنا .. إن ساكني مصر الان وكما كانوا منذ عصور جسد واحد ودماؤهم واحدة ومصر هي العطر الذي يزكي هذه الدماء .. هذه الدماء الزكية عندما سالت علي أرض سينا في حروب مصر المتعاقبة مع العدو الصهيوني منذ 1948 لم تكن داء مسلم او مسيحي .. كانت دماء مصرية زكية .. وفي يوم 25 يناير 2011 لم يفرق القناصة بين من هو مسلم ومن هو مسيحي .. فاصاب الرصاص وأمات الشباب المصري دون ما تمييز .


 إن ما يجري اليوم علي الساحة المصرية ومحاولة الوقيعة بين المصريين لهو عمل جبان يراد به هدم هذه الأمنة التي صمدت ضد كثير من الغزاة والطفاة عبر التاريخ والذين اندحروا جميعا وبقت مصر شامخة .. يجوز أنها مريضة الآن ولكن لن تموت أبدا 


من هذا المنطلق لا ينبغي ترديد كلمات مثل مسلم ومسيحي وكنيسة ومسجد فكلها دور عبادة والأديان الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام كلها ديانات من عند رب العالمين ونحن معشر المصريين ( لا أقول المسلميين ) أمرنا كتاب الله بالإعتراف بكافة الأديان السماوية وحل لنا طعام أهل كافة الأديان والزواج من المرأة من كافة الأديان .


بقت نقطة ينبغي التنويه عنها وهي خانة الديانة الموجود في الرقم القومي للمصريين أنني زرت أمريكا وعشت فيها قرابة عشرين سنة وملئت كثيرا من الطلبات كطلب الحصول علي الرقم القومي Social security
أو طلب رخصة قيادة Driver Licenseأو طلب الحصول علي جواز سفر Passport Application
مثل هذه الطلبات لم أجد خانة للديانة مطلقا رغم تعدد الديانات هناك .. فلماذا إذن نصر نحن المصريين أو لماذا نجبر المصريين علي مل خانة الديانة الغبية التي تصر عليها وزارة الداخلية المصرية ولا أعرف لوجودها سببا
غير التمييز بين المواطنين علي أساس ديني فهذا يلقي المعاملة الكريمة وذلك لا يلقاها أو هذا يرقي الي الوظائف العليا وذلك يحرم منها .. هذا ما جري منذ عهود بعيدة ومن ينكرها فهو صاحب غرض او صاحب فكر ضال .


آن الأوان لمصر أن ترتقي في معاملاتها بين كافة مواطنيها المصريين جميعا دون ما تفرقة او تمييز فئة علي فئة والغاء كافة المحررات الكتابية التي تتضمن خانة الديانة وأدعو كل المصريين الغيوريين علي هذا البلد أن يدونوا في خانة الديانة كلمة مصري .. مصري .. مصري .. بتقدير وإعزاز .


كلمة أخيرة أود لفت نظر قارئء العزيز أن المصريين هم الشعب الوحيد الذي يتشابه في كل شيء في الملامح في سمرة المصري  في اللهجة في الصعيد واللهجة في الدلتا في العادات في التقاليد في الثقافة في الكرم .. في شظف العيش .. في الأمل في غد أفضل .. لا أحد يستطيع التفرقة بين مصري وآخر كما يحدث في البلاد الأخري فمثلا في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية تستطيع تمييز اليهود Jews بكل سهولة ويسر أما في مصر فكل المصريين نسخة واحدة .. حتي أن الأستاذ لويس جريس عندما رغب في الزواج من الفنانة الراحلة سناء جميل ما كان يعرف أنها مسيحية وعندما قالت له فالنتزوج قال لها كيف سنتزوج في الكنيسة ولا فين ؟ .. فاجابت طبعا في الكنيسة أنت فاكر إيه؟ ... كان يعتقد أنها مسلمة .. تصوروا .. الأستاذ لويس جريس علي قيد الحياة أمده الله بالصحة وطول العمر وهو ناشط سياسي لامع ويستيطيع أي مشكك في هذا الكلام أن يتصل به ويسأله .
 علي العموم هذا أمر جلي واضح ولا يحتاج لكثير من الشرح.. أن أبناء مصر ( قطعية واحدة ) وعذرا لهذا الأسلوب ولكنه يأتي في محله تماما .


حمي الله مصر وصان أهل مصر وأكرم أهل مصر وأسبغ علي أهل مصر المزيد من العزة والكرامة.. فأهل مصر أعزاء كرماء بذواتهم ويكفي أن الله ذكر مصر في أكثر من موضع في كتابه العزيز {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } يونس87ويكفي فخرا لمصر أن رسل الأديان أتوا من مصر ويكفي المرأة تكريم الله لها في شخص مريم البتول .. مريم المصريين عندما قال سبحانه {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ }آل عمران42 ونلاحظ هنا تكرار لكلمة استفاك وهي هنا للتأكيد أن الله أصطفاها وميزها علي كل نساء العالم .