بحث داخل المدونة

الأربعاء، 30 يناير 2013

الهندسة الوراثية للغذاء.. الإنتاج حسب الطلب!!

الهندسة الوراثية الحديثة
يقصد بالهندسة الوراثية الحديثة استعمال كائنات حية (سواء كان نباتا أو حيوانا أو كائنات حية دقيقة) لابتكار منتجات جديدة ليس فقط للغذاء بل أيضل للعلاج الطبي ومعالجة النفايات ، حيث بدأت تقريبا منذ أربعين عاما ، حيث تم التعرف تدريجيا على أسرار الحمض النووي DNA والجينات (العوامل الوراثية) والشفرة الوراثية للكائنات الحية، وبناء على هذه المعرفة تمت التربية وإنتاج السلالات المطلوبة، كما ظهرت بعض المصطلحات الحديثة مثل مصطلح الأغذية المعدلة وراثيا GM foods.

وباستخدام التقنية الغذائية الحيوية أو الهندسة الوراثية، استطاع العلماء أيضا تحديد جينات بالغة الدقة تحمل صفات أو سمات يريدونها مثل مقاومة مرض ما، أو خاصية غذائية مفضلة أو نكهة معينة، وبالتالي نقل جين معين من الكائن الحي أو بين كائنات لا تمت بصلة بين بعضها البعض، أو نزع جين بهدف نزع الصفات غير المرغوبة. كما تقدم نظاما لحماية البيئة مع إنتاج طعام عالي الجودة بكمية أوفر عددا وأكبر حجما، إضافة إلى إمكانية تقليل كميات المبيدات المستخدمة لمكافحة الآفات الزراعية، وبالتالي تكون أكثر صحة وأقل تكلفة اقتصادية، وأقل تلوثا للبيئة. فأمكن إنتاج بعض النباتات المقاومة للحشرات والبكتريا والفيروسات النباتية، كما أمكن إنتاج محاصيل زراعية مقاومة للظروف المناخية القاسية. وإنتاج أغذية أكثر طزاجة وأفضل نكهة، كما أمكن تحسين صفات بعض النباتات بحيث أمكن تقليل تعرضها للفساد أو التلف مثل بعض أنواع الفاكهة والخضار التي يتطلب شحنها مسافات أبعد وفترات أطول مثل الموز والأناناس والفراولة والفلفل الرومي والبطاطس والطماطم. كما أمكن زيادة البروتينات والفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة وتقليل الدهون المشبعة وزيادة الأحماض الدهنية غير المشبعة ليكون المنتج أفضل لصحة القلب، كما أمكن إنتاج بعض محاصيل الأرز "الأرز الذهبي" بحيث يحتوي على بيتا كاروتين (فيتامين أ) والحديد وبذلك يعالج مشكلتين صحيتين وهي العمى بين الأطفال بسبب نقص فيتامين أ، كما أمكن انتاج ماشية وأغنام أوفر لحما وأقل دهنا وأكثر إنتاجية للألبان، كما أمكن إنتاج خيول بمواصفات أفضل جمالا وسرعة.

كما أمكن من خلال هذه التقنية الحيوية أن يكون 70% من الأجبان في الولايات المتحدة تستخدم إنزيمات منتجة من بكتريا بدلا من أنفحة الأبقار، وذلك من خلال الاستعانة بالتقنية الحيوية، حيث تمكن العلماء من نقل جين من عجول الأبقار إلى بكتريا صديقة، وبالتالي أمكن إنتاج نفس الإنزيم بواسطة البكتريا، بل أن الإنزيم المنتج من البكتريا كان أكثر نشاطا ونقاء من الأنفحة، إضافة إلى توفرها بشكل دائم لصناعة الغذاء دون الحاجة إلى أنفحة الأبقار.


مدى سلامة الأغذية المهندسة وراثيا
تعتبر سلامة المستهلك من أولويات القضايا التي يجب الاهتمام بها، ففي أمريكا مثلا تنظم عدة وكالات فيدرالية وبعض الوكالات التابعة للولايات المتحدة وذلك لمتابعة وضمان سلامة الأغذية المنتجة بالتقنية الحيوية، مثل هيئة الغذاء والدواء FDA ووكالة حماية البيئة EPA ووزارة الزراعة الأمريكية USDA ، وتخضع المنتجات الغذائية المهندسة وراثيا لمعايير صارمة، مع ضرورة الإشارة إلى أنها معدلة وراثيا في عنوان أو ملصق نشرة الغذاء. 

. كما أن إجراءات التقييم المتبعة من قبل المصنعين والمنظمين لضمان سلامة المستهلكين مدعومة دوليا من منظمة الأغذية والزراعة FAO التابعة للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية WHO، وفي الولايات المتحدة يشرف على دعم سلامة الأغذية المنتجة بواسطة التقنية الحيوية عدة جهات منها المجلس القومي للبحوث ونقابة الأطباء الأمريكية والرابطة الأمريكية لعلوم التغذية.

التخوف من الهندسة الوراثية
معظم الأغذية المنتجة عن طريق التقنية الحيوية (الهندسة الوراثية) لا تختلف كثيرا عن الأغذية التقليدية، وربما تكون صفاتها مرغوبة أكثر للمستهلك، فمذاقها ونكهتها طيبة ومظهرها طازج ومتوفرة في معظم الأوقات، ويشترط القانون الأمريكي وضع عناوين فوق الأغذية المنتجة بالتقنية الحيوية، ويجب أن نعلم أن من ضمن مكونات بعض الأغذية بعض المواد المسببة للحساسية، فمثلا قد يكون بعضها مصدره بروتين الغذاء، فإذا أخذ جين من طعام ما معروف بأنه قد يتسبب في تفاعلات الحساسية لبعض الأشخاص (مثل بروتين الفول السوداني) ثم جرى نقله إلى إلى صنف غذائي آخر مثل البطاطس والذرة، فقد يتسبب ذلك في تفاعل الحساسية لهؤلاء الأشخاص، فهنا يجب الإشارة على غلاف الغذاء إلى أنه قد يحتوي على مسبب للحساسية، كما تجرى تجارب حثيثة إلى نزع مسبب الحساسية من بعض الأغذية المعروفة بأنها تتسبب في حساسية بعض الأشخاص. لذلك قد تنتج أصناف غذائية بصفات غير مرغوبة قد لا ينتبه إليها أو لا يعرفها العلماء، وفي المستقبل القريب سيصل العلم بفضل الله ثم بفضل الهندسة الوراثية إلى نتائج مهمة في الإنتاج الغذائي والطبي، بحيث يمكن إنتاج أغذية أوفر وأكثر صحية بصفات مرغوبة أكثر، وتكون أكثر مقاومة للأمراض بحيث يقل معه استخدام المبيدات أو المضادات الحيوية أو الهرمونات.

المصدر/ د.عبدالله بن ابراهيم السدحان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقاتكم موضع إهتمامنا دائما , شكرا لكم