لم يحدث في تاريخ مصر أن يعتدي علي كتدرائية المسيحيين في دولة مصر من قبل طائفة مسلمة ضالة الفكر منحرفة العقيدة والعجيب أن يحدث هذا في ظل حكم ديني إسلامي حديث , وحديث هنا ليس
بالمعني المطلق ولكنه بالمعني الزمني , فقد توالت أنظمة دينية عديدة تربعت علي سدة الحكم في مصر وكان أولها حكم الخليفة العادل عمر بن الخطاب وعامله علي مصر عمرو بن العاص.
بالمعني المطلق ولكنه بالمعني الزمني , فقد توالت أنظمة دينية عديدة تربعت علي سدة الحكم في مصر وكان أولها حكم الخليفة العادل عمر بن الخطاب وعامله علي مصر عمرو بن العاص.
كان المسيحيون في هذه العهود يتمتعون بالمواطنة والحماية ولم يجرء أحد أن يعتدي علي مسيحي او كنيسة وأذكر هنا حادثة عشوائية صغيرة كانت بين إبن أحد المسيحيين المزارعين وإبن عمرو بن العاص والي مصر , حيث تسابقا الولدان وسبق إبن الفلاح المسيحي إبن عمرو بن العاص , فما كان من الأخير إلا أن قال للصبي الذي سبقه , أتسابق إبن الأكرمين أثم ضربه , وهنا أشتكي والد الصبي عمرو بن العاص لدي الخليفة العادل عمر بن الخطاب الذي إستدعي كافة الأطراف وأمر إبن الفلاح أن يضرب إبن الأكرمين ( إبن عمرو بن العاص) ثم أمر الفلاح المسيحي والد الصبي أن يضرب عمرو بن العاص علي رأسه بدرة ( عصا ) ولما رفض الفلاح فعل ذلك , وقال ليس بيني وبين الوالي أي خصومة فقال له العادل عمر بن الخطاب " ما ضرب إبنه إبنك إلا بسلطان أبيه".
هكذا كان العدل وقبله كانت تعاليم عمر بن الخطاب واضحة صريحة حين أمر قيادة الحيش قبل ذهابه إلي فتح مصر , كانت أوامره ألا يعتدي أحد علي رجال دينهم ( يقصد المسيحيين ) أو أبنية عباداتهم وألا يعتدوا علي أعزل رجلا كان أو إمرأة أو يقطعوا شجرة أو يذبحوا حيوانا إلا لمأكل, هكذا كان الإسلام رحمة للعالمين وليس قتلا وتنكيلا أو إعتداء علي دور عبادة لغير المسلمين
أني علي ثقة أن كل مصري مسلم قد تأذي مما فعله السفاء بالإعتداء علي الكتدرائية البابوية لكافة المسيحين الأرثوذكس ليس في مصر فقط بل في العالم أجمع , أنه رمز ديني عظيم لكل المصريين , وأني علي ثقة كذلك بأن كل مصري مسلم وسطي يفخر بأن مصر هي مهبط الأديان السماوية وعليه فهو يفخر بوجود مثل هذا الرمز الديني العريق الذي يرجع عمره إلي الفي سنة وظل محفوظا كتراث عظيم عند الفتح الإسلامي لمصر وبعده.
وأخيرا أقول أنه ينبغي علي مسلمي مصر قبل مسيحييها أن يحافظوا ويأمنوا هذا الرمز الديني العريق ويتفاخروا بوجوده علي أرض الدولة المصرية كما يتفاخرون بوجود الأزهر الشريف , وليعلم شعب مصر أنه لم يبق له غير الأزهر الشريف والكنيسة المرقسية ملاذا من عصف الأهواء والغايات والله المستعان.
-->
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم موضع إهتمامنا دائما , شكرا لكم