على الرغم من أنّ البكاء أمر طبيعي، إلا أن مجتمعاتنا تعتبر أنّ ذرف الرجل للدموع علامة ضعف! الإنسان بالمطلق كناية عن كتلة من المشاعر والأحاسيس،
يمرّ بحالات ضعف وحزن وحنين .. يبكي تعبيراً عن حزنه، ليخفف من الضغوط التي يواجهها ويشعر بالإرتياح. فهل دموع المرأة حكراً عليها فقط كما يقال؟! وهل بكاء الرجل علامة ضعفه؟! لماذا من الصعب على الرجل أن يبكي؟ ومتى ولماذا يبكي الرجل؟
تعلمنا منذ صغرنا أن الرجل رمز القوة والصلابة، على عكس المرأة التي تتميز بعاطفتها وحنيتها. يقولون إنّ البكاء ليس للرجال، وإنّ المرأة دمعتها سخية!!
إذا نظرنا من حولنا لوجدنا أن كل الكائنات الحيّة تبكي؛ فالرجل إذاً ليس معصوماً عن البكاء. دموعه مؤثّرة وصادقة، وليس دليل ضعف، هو لا يبكي الا عندما يكون الامر فعلاً يستحق البكاء!
يبكي الرجل عندما يفقد إنساناً كان جزء منه، عندما يشعر بالضياع، عندما يفارقه الفرح، عندما يشعر بألم الحب، وعندما يحب، يبكي الرجل لأن له قلباً وروحاً وأحاسيس.
حتّى المرأة التي تحب الرجل القوي والشجاع، فهي أيضاً تحب الرجل الذي لا يبخل في إظهار أحاسيسه ومشاعره أمامها، حتى لو كان عن طريق الدموع. مع ذلك يبقى لبكاء الرجل خصوصية مختلفة تماماً عن بكاء المرأة. فدموعه لا تنـزل في كل الأوقات إلا في حالات معينة وتستحق ذلك، وفي حال نـزولها فهي لا تعبّر إلا عن مشاعر صادقة نابعة من القلب.
عادةً لا يبكي الرجل أمام أحد، ولا يذرف الدموع وحيداً، حتى أنه لا يدمع، لكن تأكدي من أنّ شيئاً في داخله سيكون أشد ألماً وقسوةً من دموع العين...إنها دموع القلب!
فليس البكاء ضعفاً كما يدعي الكثيرون، بل تعبيرٌ عن مشاعر الحزن الشديد والأسى.