الخلافات المذهبية في المملكة العربية السعودية ما بين سنة وشيعة، حالها كباقي الدول العربية، لكن فتاة فعلت ما لم تفعله أجيال والسبب ليس مبادئها أو سياستها إنما هو جمالها، نعم إنها سوسن السيهاتي الفتاة التي أحدثت ضجةً كبرى داخل الوسط السعودي، وذلك عندما ظهرت تتحدث عن أزمتها مع برنامج الابتعاث منذ أن كانت في مصر أثناء الثورة الأولى، ومن ثم مغادرتها إلى المملكة المتحدة وعدم حصولها على فرصة الانضمام للبرنامج، أما الوسم المخصص لها فيتحدث عن الحب والجمال والتعالي على المذهبية.
في الوسم الذي غاب عنه المشاهير تقريباً ولم يظهر فيه اسم معروف سواء من دعاة التقريب أو التنفير، حضر الشباب السعوديون من الجنسين ومن الطائفتين، يبحثون جمال هذه الفتاة الصارخ كما قال بعضهم، في حين قال البعض الآخر وخصوصاً من الجنس الناعم أن جمالها عادي ولا يستحق كل هذه الهالة، ما جعل الوسم طريفاً أنه نسي تماماً مشكلتها الدراسية، وركز بصورة كاملة تقريباً على جمالها، و عرض بعضهم الزواج منها، وقال آخرون إنهم فخورون بهذه الفتاة الجميلة ويحبونها ويحبون مذهبها، في حين أعلن العديد أن المذهب لا يتعارض مع قيم الحب والجمال وأعلنوا إيمانهم بسمو الجمال والحب على الكراهية و نزاعات الطوائف.
حوار المذاهب في الوسم بدا على غير عادته هذه المرة، إذ خلا من الشتم والسب المتبادل عادة في كل شأن يخص السنة والشيعة، فلا حضور لعصمة الأئمة ولا أفضلية الشيخين، ولا ولاية الفقيه ولا الأجساد المفخخة، إذ راحوا يركزون جداً على مؤهلات التقريب التي قالوا بأن الجمال يمكن أن يكون أحد أهم أسبابها.
ورغم أن التعليقات جاءت في مجملها بصيغة المزاح، إلا أن انحسار التوتر كان كفيلاً بجعل الكثيرين داخل الوسم يتساءلون عن وقع الجمال على نفوس المتوَتِّرين والمتوْتِرين. إذ ظهر جلياً أن أسباباً غير فكرية ودينية يمكنها فتح باب الحب والتفاهم.