22 دولة عربية لها 22 جيش عربي و 22 رئيس أو ملك عربي , وللأسف هذه الدول ليس بينها معاهدة دفاع مشترك ولا أقول إتحاد عربي كالإتحاد الأوربي الذي يضم 27 دولة بثقافات مختلفة ولغات مختلفة وليس بينها تاريخ مشترك , هذا أمر يستعصي علي العرب وهيهات أن يحذث مثل هذا الإتحاد بين الدول العربية المتنافرة المتنازعة المرتمية في أحضان الغرب بشكل عام وفي أحضان العم سام الأمريكي بشكل خاص , أقول كان من الأجدي علي معشر العرب المهددين في أرواحهم وأعراضهم وأموالهم أن تكون هناك معاهدة دفاع مشترك بينهم بحيث إذا أعتدي معتدي علي إحداها هبت باقي الدول لنصرتها والوقوف بجانيها بالسلاح والرجال والأموال كما يجري بين دول الإتحاد الأوربي.
كان ما يجب شيء والحادث علي أرض الواقع شيء آخر , أننا نري دولا عربية تقف موقف المتفرج علي ما يجري من أحداث قتل وذبح لأبناء أوطان عربية أخري كمصر والعراق وسوريا والأردن وكل ما تفعله هذه الدول المتفرجة هو الإستنكار والشجب والتعازي في الشهداء الذين يسقطون كل يوم علي أيدي المنظمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة والنصرة وأنصار بيت المقدس وبوكو حرام والجهادية السلفية.
بالأمس أعلنت داعش عن ذبح 21 من أبنائنا في ليبيا علي يد تنظيم داعش الإرهابي كل ذنبهم أنهم ذهبوا إلي هناك من أجل لقمة عيش لهم ولأولادهم وكان رد مصر سريعا وحاسما فقد قامت القوات الجوية المصرية في الصباح الباكر من اليوم الموافق 16 فبراير 2015 بمهاجمة أوكار تنظيم داعش داخل ليبيا وضربت مراكز تدريبهم ومخازن ذخيرتهم , ضربات موجعة وأعتقد سوف تتلوها ضربات أخري أشد وأنكي.
إن ما جري للمصريين في ليبيا من قبل تنظيم داعش الإرهابي سوف يجري علي مواطنين أخرين من دول عربية أخري تقف موقف المتفرج ومن الغريب أنها لا تدرك المخاطر التي تحيط بها وبشعبها ورغم أمكانياتها المادية فهي لا تحرك ساكنا , إن دول الخليج كلها مهددة بنفس الخطر الذي يهدد مصر , أنها مهددة من إيران الدول الشيعية وأعوانها الحوثيون الذين أستولوا علي السلطة في اليمن بعد إنقلاب علي الرئيس الشرعي للبلاد , ومهددة من تنظيم داعش الذي يسعي لإقامة خلافة مزعومة ليست من الإسلام في شيء , وخلافتهم المزعومة هذه لن تتحقق إلا إذا أستولوا علي المدينة المنورة لإقامة عاصمة الخلافة التي يبتغوها هناك.
لا أتصور أن يجتمع المجتمعون في جدة في سبتمبر 2014 لبحث كيفية مواجهة خطر تنظيم داعش الإرهابي وفيهم أمريكا وتركيا وقطر وكأنهم يستجيرون من الرمضاء بالنار.
أعلم أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي خلال قمتهم التي انعقدت في قطر، رفعوا توصيات للقمة الخليجية المقبلة بشأن تشكيل قوة خليجية مشتركة, وقال الأمين العام للمجلس عبداللطيف الزياني في مؤتمر صحفي في ختام الاجتماع إن التنسيق مستمر بين دول المجلس لمكافحة الإرهاب والتطرف.
يا للعجب توصيات للقمة الخليجية المقبلة بشأن تشكيل قوة خليجية مشتركة , يا للعجب , لماذا تنتظرون للقمة الخليجية المقبلة؟ وهل داعش سوف تنتظركم , نحن نسمع ضجيجا ولا نري طحينا , هذا حال العرب , حال السلحفاة في سباق النمور.
وأخيرا أقول لبني يعرب أن لم تسارعوا وتتحدوا وتخوضوا مع مصر القوية حربا ضروسا ضد تنظيم داعش وكافة التنظيمات الإرهابية , سوف تسقون كأسا مزاقه دماء أبنائكم ودهس أعراضكم وإستباحة أموالكم , ولنا في التاريخ عبرة فجتياح بغداد وقتل آخر خلفاء بني العباس الخليفة المستعصم وأسرته علي يد هولاكو وقتل مئات الآلاف من سكان بغداد أنذاك حتي فاض النهر هناك بالدماء بدلا من الماء , فهل يسركم أن تلقون نفس المصير بتقاعسكم المشين كما تقاعست بلدان العرب في مواجهة الإجتياح التتري آنذاك إلا مصر التي هزمتهم في موقعة عين جالوت في 25 رمضان 658 هـ / 3 سبتمبر 1260 م، هزيمة ساحقة لم تعد لهم بعدها قائمة.
أعزي شهداء مصر الأبرار وحسبنا أن أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدقيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا , وأدعو إلي ذويهم وأهلهم بالصبر الجميل وأذكرهم بما جاء (بإنجيل يوحنا 15: 20) " إذكروا الكلام الذي قلته لكم: ليس عبد أعظم من سيده. إن كانوا قد إضطهدوني فسيضطهدونكم , ,وإن كانوا قد حفظوا كلامي فسيحفظون كلامكم"
