حرق الطيار الآردني الأسير من قبل الفئة الباغية المسماة "داعش" وتصوير مشهد الحرق ونشره علي الملأ , خلف أسي وأورث حزنا في قلب كل إنسان في
العالم , رحم الله الشهيد البطل وأللهم أهله جميل الصبر وعظيم السلوان , هو الآن حي يرزق مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
العالم , رحم الله الشهيد البطل وأللهم أهله جميل الصبر وعظيم السلوان , هو الآن حي يرزق مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
داعش ما أتت هذا العمل الخسيس إلا تطبيقا حرفيا لما تعلموه علي أيدي شيوخ الضلال والذين بدورهم تعلموه من كتب التراث المليئة بالغثاء وقتل الناس وحرقهم أحياء لأسباب أبتدعوها وأحاديث لفقوها وأخري أخذوها عن أناس أشتهروا بالكذب والضلال ونقلها عنهم كتاب البخاري وكتاب مسلم , والطبري , وإبن الأثير , وإبن تيمية , وإين كثير, كالحديث المكذوب الذي رواه عكرمة عن إبن عباس "من بدل دينه فاقتلوه" والذي حشره البخاري في كتابه وهو يعلم بكذب عكرمة , حتي أن إبن إبن عباس "علي" كان يربط عكرمة في شجرة ويضربه فلما سأل عن سبب ذلك قال إبن إبن عباس: كان يكذب علي أبي , هذا الحديث الملفق كان السبب في قتل الملايين من الناس عبر ثلاثة عشر قرنا هجريا.
إن حرق داعش للطيار الأردني الأسير لهو محاكاة وتطبيق حرفي لرواية جاءت في كتب الطبري وابن الاثير وابن كثير ( وللعلم هذا الأخير إبن كثير هو تلميذ عاشق الدم إبن تيمية ).
الرواية تحكي قصة الفجاءة وإليكم القصة كما رواها الثلاثة في كتبهم:
قدم على ابي بكر رجل من بني سليم اسمه الفجاءة وهو أياس بن عبد الله بن عبدياليل بن عميرة بن خفاف ، فقال لابي بكر : اني مسلم وقد اردت جهاد من ارتد من الكفار فاحملني واعني ، فحمله أبو بكر على ظهر وأعطاه سلاحا ، فخرج يستعرض الناس المسلم والمرتد يأخذ أموالهم ويصيب من امتنع منهم ومعه رجل من بني الشريد يقال له نجبة بن ابي الميثاء ، فلما بلغ ابا بكر خبره كتب إلى طريفة بن حاجر ان عدو الله الفجاءة قد استعرض الناس المسلم والمرتد ، يأخذ اموالهم ، ويقتل من خالفه منهم فسر إليه بمن معك من المسلين حتى تقتله ، أو تأخذه فتأتيني به . فسار إليه طريفة بن حاجر.
فلما التقى الناس كانت بينهم الرميا بالنبل فقتل نجبة بن ابي الميثاء بسهم رمي به فلما رآى فجاءة من المسلمين الجد قال لطريفة : والله ما أنت باولى مني انت امير لابي بكر وانا أميره ، فقال له طريفة : ان كنت صادقا فضع السلاح وانطلق معي إلى ابي بكر ، فخرج معه فلما قدما عليه أمر أبو بكر طريفة بن حاجر فقال : اخرج به إلى هذا البقيع فحرقه فيه بالنار فخرج به طريفة إلى المصلى فأوقد له نارا فقذفه فيها .
وفي رواية قبلها عند الطبري : " فأوقد له نارا في مصلى المدينة على حطب كثير ، ثم رمى به فيها مقموطا . "
وفي لفظ ابن كثير : فجمعت يداه إلى قفاه وألقي في النار فحرقه وهو مقموط ".
وندم أبو بكر على فعله ذلك وقال في مرض موته : " ثلاث فعلتهن وددت انى تركتهن ، وددت اني لم اكشف بيت فاطمة عن شئ وان كانوا قد غلقوه على الحرب ، ووددت أني لم احرق الفجاءة السلمي واني كنت قتلته تسريحا أو خليته نجيحا.
وكانت هذه أول حادثة في الإسلام - إن صحت - يحرق فيها بشر بأمر من الخليفة أبي بكر الصديق.
داعش تتخذ من هذه الكتب العفنة وأحاديث وروايات الكذابين دستورا للقتل والحرق والسلب والنهب وكله للأسف بأسم الدين الإسلامي , لقد أساءوا لدين الرحمة , دين التسامح , وأفتروا علي النبي والصحابة بأحاديث وروايات مكذوبة ليصلوا إلي مبتغاهم في السلطة وجني الأموال والسبايا , وحسبي الله ونعم الوكيل.
المراجع:
1 ) تاريخ الطبري ط . مصر الاولى 3 / 234 - 235 ، وابن الاثير 2 / 146 ،
وابن كثير 9 / 319 في ذكرهم حوادث السنة الحادية عشرة .
2 ) الطبري 4 / 52 في ذكر حوادث السنة الثالثة عشرة ،
وراجع بقية مصادره في فصل التحصن بدار فاطمة من عبد الله بن سبا 1 / 106 .
3 ) صحيح البخاري 4 / 325 باب لا يعذب بعذاب الله من كتاب الجهاد ، ومسند احمد 2 /
207 و 3 / 494 ،
وسنن ابي داود كتاب الجهاد ، باب في كراهية حرق العدو بالنار ، ح 2673 ، 2675 ، ج
3 / 55 ، 56 ،
وكتاب الادب باب في قتل الذرح 5268 ، ج 4 / 367 - 368 ، والبيهقي 9 / 71 و 72 .
4 ) صحيح البخاري كتاب استتابة المرتدين وسنن ابي داود ، كتاب الحدود ، باب الحكم في من ارتد .