كتب المدون / عبد المنعم عمر
إن لذي حدث من سحل وركل وضرب مبرح لفتاة مصرية محجبة علي أيد بضعة أفراد من جنود الشرطة العسكرية التابعة للجيش المصري لهو إهدار لكرامة رجال مصر الأحرار بشكل عام ولثوار 25 يناير بشكل خاص لأن هذه الفتاة رمز لشرف وكرامة كل مصري غيور يعيش علي أرض هذا الوطن يري أبنته تتعري علي أيد ي بضعة أفراد ينتمون للأسف لأشرف مؤسسة في مصر والحصن الحصين للمصريين رجالا ونساء .. إنها المؤسسة العسكرية حامية حمي الوطن في الخارج والداخل .. هؤلاء الأفراد قد أساوا لهذه المؤسسة العريقة التي يتشرفون بالإنتماء إليها .. وهم قد أسأوا لشرفهم وفحولتهم بهذا العمل الخسيس أكثر مما أساوا لهذه الفتاة التي تمثل بنات ونساء مصر في طول البلاد وعرضها .. إن هؤلاء الفرادي قد وضعوا شرف العسكرية المصرية في مرمي نيران التاريخ المعاصر وسوف تظل هذه السقطة ماثلة في أذهان وعقول كل إمرأة في مصر جيلا بعد جيل ولن يجدي الإعتذار نفعا والذي قدمته المؤسسة العسكرية في محو ذاكرة التاريخ .
النساء قادمات ثائرات ليس لشرفهن وكرامتهن فحسب بل لشرف وكرامة الرجال .. شرف الأب وشرف الأخ وشرف الزوج وشرف الإبن .. هؤلاء الرجال جميعا هم الذين همشوا دور المرأة في الإنتخابات الجارية الآن علي الساحة المصرية فلم نشاهد إمرأة علي رأس قائمة حزبية لحزب ما ولم نر إمراة فازت بمقعد واحد في البرلمان القادم حتي الآن رغم أن المرأة المصرية كانت السبب المباشر لنجاج كثير من الرجال عندما ذهبن في مجموعات كبيرة ووقفن في طوابير طويلة ليدلين بأصواتهن لصالح الرجال الذي تسلطوا عليهن بحكم العادات والتقاليد التي رسخت في فكرة السلطة الأبوية وسلطة الأخ الأكبر ثم سلطة الزوج والتي كم عانين من عسف وظلم هذه السلطات التي أدت إلي تهميش دورها في المجتمع المصري الذي يعتنق عادات وتقاليد بالية وترسيخ لسلطة المجتمع الذكوري ..
إن المجتمع الذكوري هو المسئول عن تهميش دور المرأة كما أسلفت ويظهر ذلك جليا إذا نظرنا إلي المناصب العليا والقيادية في الدولة .. نجد أن الرجال قد خصوا أنفسهم بهذه المناصب كمنصب رئيس الجمهور أو رئيس الوزارة أو حتي رئيس البرلمان ولم يتركوا للمرأة غير الفتات في شكل وزيرة أو وزيرتين أو وكيلات للرجال في مناصب قيادية أدني وبعدد محدود أيضا .
آن الأوان أن ترفع الوصاية عن المرأة المصرية فالمرأة في مصر تمثل أكثر من 55% من تعداد السكان وهذه نسبة تفوق نسبة الرجال .. ومن أجل ذلك علي المجتمع المصري أن ينظر للمرأة نظرة الند للند وعليه التخلص من النظرة الفوقية التهميشية من أجل النهوض بالمجتمع حتي يرتقي إلي مصاف المجتمعات الراقية التي تساهم المرأة فيها بشكل فعال حيث تقلدت أعلي المناصب كمنصب رئيس الدولة كبنازير بوتو رئيسة باكستان السابقة والشيخة حسينة رئيسة بنجلاديش السابقة وﺃﻨﻐﻴﻼ ﻤﻴﺭﻜل، ﻤﺴﺘﺸﺎﺭﺓ ألمانيا الحالية وكاثرين أشتون مفوضة الإتحاد الأوربي الحالية وكثيرا من المناصب الأخري جنبا إلي جنب الرجل لخلق مناخ إقتصادي قوي وحياة سعيدة لكل أسرة في مجتمع سوي متوازن في الحقوق والواجبات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم موضع إهتمامنا دائما , شكرا لكم