النشأة والمؤسس
وُلِد حسين عليّ الملَّقب بالبهاء في قرية إيرانية في 2 من المحرم 1233هـ الموافق 11 من نوفمبر 1817م.
لم يتلقَّ حسين تعليمًا نظاميًّا في مدرسة أو معهد، وإنما عهد به أبوه إلى من يعلِّمه في المنزل، ولما نال قسطًا من التعليم اعتمد على نفسه في المطالعة والقراءة، فقرأ كتب الصوفية والشيعة، وشغف بقراءة كتب فرقة الإسماعيلية، وكتب الفلاسفة القدماء، وتأثر بأفكار البوذية والزرادشتية.
وفي شبابه انضم حسين إلى الدعوة البابيَّة، التي أطلقها عليّ محمد الشيرازي المعروف بـ"الباب"، الذي ادَّعى لنفسه النبوة والرسالة، والتفَّ حوله الأتباع والدعاة من غُلاة الباطنية.
انشق حسين على البابية بعد أن برز اسمه في صفوفها وصار له أتباع، ولقَّب نفسه باسم "بهاء الله"، وزعم أنه هو الوريث الحقيقي للباب عليّ محمد الشيرازي الذي تم إعدامه في عام 1850م
وعندما تنامت الدعوة البهائية قامت الخلافة العثمانية بنفي البهاء حسين في عام 1868م إلى مدينة عكا؛ حيث تلقاه اليهود المقيمون في المدينة بالترحاب، وكفلوا له الأموال، وأحاطوه بالرعاية والأمن، ومنذ ذلك الحين أصبحت مدينة عكا مقرًّا للبهائية.
وعندما اطمئن البهاء وسط الحماية اليهودية انطلق في دعوته الخبيثة، ولم يكتفِ البهاء بادِّعاء النبوة، بل تجاوزها إلى ادِّعاء الألوهية، وأنه القيُّوم الذي سيبقى ويخلد، وأنه روح الله، وهو الذي بعث الأنبياء والرسل، وأوحى بالأديان!
وجعل البهاء الصلاة ثلاث مرات، في كل صلاة ثلاث ركعات، وأبطل الصلاة في جماعة إلا في الصلاة على الميت، وقصر الوضوء على غسل الوجه واليدين وتلاوة دعاءين قصيرين، وجعل الحج إلى مقامه في مدينة عكا، وهو واجب على الرجال دون النساء، وليس له زمن معين أو كيفية محددة لأدائه، وغير ذلك الكثير من الخرافات والخزعبلات الشيطانية، ولكن أهمها -من حيث كونها تكشف أغراضه الخبيثة- ما أقرَّته التعاليم البهائية من إسقاط لتشريع الجهاد، وتحريم الحرب تحريمًا تامًّا!
ترك البهاء عدة كتب منها (الإيقان)، و(مجموعة اللوائح المباركة)، و(الأقدس) وهو أخطر كتب البهاء؛ حيث ادَّعى أنه ناسخ لجميع الكتب السماوية بما فيها القرآن.
أفكار البهائية ومعتقداتها :
يعتقد البهائيون أن البهاء هو الذي خلق كل شيء بكلمته، ويؤمنون بحلول الله في البهاء، وأن الثواب والعقاب إنما يكونان للأرواح فقط على وجه يشبه الخيال.
كما يقدسون العدد 19 فجعلوا عدد الشهور 19 شهرًا، وعدد الأيام 19 يومًا، ويؤمنون بنبوة بوذا وكونفوشيوس وزرادشت وأمثالهم من حكماء الهند والصين، وينكرون معجزات الأنبياء وحقيقة الملائكة والجن، كما ينكرون الجنة والنار، ويحرِّمون الحجاب على المرأة، ويحلِّلون المتعة وشيوعية النساء والأموال .
أصيب البهاء في آخر حياته بالجنون، وهلك في 2 من ذي القعدة 1309هـ الموافق 29 من مايو 1892م، وخلفه في رئاسة البهائية ابنه عباس الملقَّب بعبد البهاء .
وقد زار عباس سويسرا وحضر مؤتمرات الصهيونية ومنها مؤتمر بال 1911م، كما استقبل الجنرال اللنبي لما أتى إلى فلسطين بالترحاب؛ مما حمل بريطانيا على تكريمه ومنحه لقب (سير). كما زار لندن وأمريكا وألمانيا والمجر والنمسا والإسكندرية للخروج بالدعوة من حيز الكيان الإسلامي، فأسَّس في مدينة شيكاغو الأمريكية أكبر محفل للبهائية. وقد هلك عباس في مدينة القاهرة المصرية في عام 1340هـ الموافق 1921م.
خلف عباس بعد وفاته في رئاسة البهائية حفيده شوقي أفندي وهو ابن الرابعة والعشرين من العمر، وسار على نهجه في العمل على نشر هذه الدعوة الخبيثة، ومات بمدينة لندن البريطانية بأزمة قلبية، ودُفِن بها في أرض قدَّمتها الحكومة البريطانية هدية للطائفة البهائية.
في عام 1963م تولى تسعة من البهائيين شئون البهائية بتأسيس بيت العدالة الدولي من تسعة أعضاء: أربعة من الولايات المتحدة الأمريكية، واثنين من إنجلترا، وثلاثة من إيران.
أماكن انتشارها :
توجد الغالبية العظمى من البهائيِّين في إيران، وقليل منهم في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين المحتلة حيث مقرهم الرئيسي .
البهائية في مصر
وصلت البهائية إلى مصر في أوائل القرن العشرين بعد أن مهَّد لها الاستعمار السبيل، وانطلق دُعاتها يكتبون ويناقشون ويوزِّعون مطبوعاتهم في كل مكان، وكان لهم محافل في عددٍ من المدنِ المصرية، استطاعوا من خلالها نشر دعوتهم عن طريق الإغراء بالمساعدات المالية، ولكن حال دون استفحال خطرهم يقظة علماء الأمة الذين تصدَّوا بقوة لهذه الدعوة الخبيثة من خلال العديد من الخطب والمحاضرات والبيانات التي توضح ضلالات البهائية ومنافاتها لتعاليم الشريعة الإسلامية.
تشير التقديرات إلى أنَّ عدد البهائيين في مصر لا يزيد على بضعة آلاف ينتشرون في محافظات مصر، ويعيش الكثير منهم دون أوراق رسمية؛ حيث صدر قرار جمهوري سنة 1960م، يحمل رقم 263 يقضي بإغلاق جميع المحافل والمراكز البهائية، عقب دعوى جنائية اتهم فيها بعض الأفراد بنشر الدعوة البهائية في مصر، وبناء على هذا القرار حُكم بالحبس والغرامة على عددٍ من أتباعِ البهائية لقيامهم بممارسة نشاطهم في القاهرة عام 1965م، وتكرر هذا الأمر مع آخرين في عام 1972م، ثمَّ قُبض على مجموعةٍ أخرى في عام 1985م على رأسها رسام شهير كان يعمل وقتها في صحيفة أخبار اليوم، وقد اعترفوا بإيمانهم برسولهم "بهاء الله" وكتابهم الأقدس، وأنَّ قبلتهم جبل الكرمل بحيفا في فلسطين المحتلة، وقد أدانتهم محكمة أول درجة وإن برَّأتهم محكمة الاستئناف لأسبابٍ إجرائية!
وفي عام 2004م، صدر قرار يقصر خانة الديانة في البطاقات الشخصية للمصريين على أصحابِ الديانات الثلاثة المعترَف بها: المسيحية- اليهودية- الإسلام، أو أن تُترك فارغة.
رأي الأزهر:
أكَّدت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر أنَّ الإسلام لا يعترف بالبهائية، وأصدرت فتوى في شهر ديسمبر من عام 2003م، تُعلن أن "الإسلام لا يقر أيَّ ديانة أخرى غير ما أمرنا القرآن باحترامه".
وهذه الفتوى أكدَّت ما أفتى به الشيخ جاد الحق على جاد الحق رحمه الله -شيخ الأزهر الشريف السابق- بأنَّ البهائية فرقة مرتدة عن الإسلام، لا يجوز الإيمان بها، ولا الاشتراك فيها، ولا السماح لها بإنشاء جمعيات أو مؤسسات؛ وذلك لأنها تقوم على عقيدة الحلول، وتشريع غير ما أنزل الله، وادِّعاء النبوة، بل والألوهية. والبهائية فكر خليط من فلسفات وأديان متعددة، ليس فيها جديد تحتاجه الأمة الإسلامية لإصلاح شأنها وجمع شملها، بل وضح أنها تعمل لخدمة الصهيونية والاستعمار، فهي سليلة أفكار ونِحَل ابتليت بها الأمة الإسلامية حربًا على الإسلام وباسم الدين.
ثمَّ فسَّر الشيخ جاد الحق أكثر؛ فقال: إنَّ مبادئ هذه البدعة كلها منافية للإسلام، ومن أبرزها: القول بالحلول بمعنى: أن الله بعد ظهوره في الأئمة الاثني عشر -وهم أئمة الشيعة- ظهر في شخص (الباب)، ثم في أشخاص من تزعَّموا هذه الدعوة من بعده، ولقد ادَّعى (بهاء الله) أنَّه المهدي، ثم ادَّعى النبوة الخاصة، ثم ادَّعى النبوة العامة، ثم الألوهية، وذلك كله باطل ومخالفة صريحة لنص القرآن الكريم.
كما أنكر البهائيون يوم القيامة، وقالوا: إن الجنة هي الحياة الروحانية، والنار هي الموت الروحاني، بجانب ادِّعاء بعضهم نزول الوحي عليهم، وأن بعضهم أفضل من سيدنا محمد ، وألَّفوا كتبًا تعارض القرآن، وادَّعوا أن إعجازها أكبر من إعجاز القرآن.
أيضًا إبطالهم لفريضة الحج إلى مكة، وحجهم إلى حيفا الفلسطينية حيث دُفِن بهاء الله، مخالفين بهذا صريح القرآن الكريم في شأن فريضة الحج. وتقديسهم العدد 19 ووضع تفريعات كثيرة عليه، فهم يقولون: الصوم تسعة عشر يومًا بالمخالفة لنصوص القرآن في الصوم، وأنه مفروض به صيام شهر رمضان. ويقولون: إن السنة تسعة عشر شهرًا، والشهر تسعة عشر يومًا، مخالفين قول الله سبحانه: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} [التوبة: 36]، وقول الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} [البقرة: 188]، ومخالفين الأمر المحسوس المحسوب أن الشهر القمري إمَّا تسعة وعشرون يومًا، وإمّا ثلاثون يومًا، وهو أيضًا ما أنبأ به الرسول محمد .
ثمَّ إلغاؤهم فريضة الجهاد ضد الأعداء الثابتة بصريح القرآن، وصحيح السنة النبوية، وهذا ما يؤكد انتماءهم للصهيونية العالمية، ويؤكد أنهم نَبْتٌ يعيش في ظلِّها وبأموالها وجاهها .
المصدر: منتدي قصة الإسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم موضع إهتمامنا دائما , شكرا لكم