كشفت دورية "Developmental Cell" فى دراسة حديثة نشرت بها فى عدد شهر نوفمبر الحالى، أن هرمون "oxytocin" أو ما يعرف بـ"هرمون الحب" ضرورى للغاية لتكوين رابطة الحب بين الأم ورضيعها وبين الزوجة وزوجها، واستمرار الزواج لأطول فترة ممكنة، وكذلك له دور هام فى تكوين إحدى أهم المناطق الحيوية بالمخ والمسئولة عن إتمام العديد من الوظائف الفسيولوجية بجسم الإنسان، والتى تعرف باسم " neurohypophysis ".
وقام المسئولون عن الدراسة بمعهد وايزمان العلمى الأمريكى بالتعرف على الشكل ثلاثى الأبعاد لهرمون الحب، ومعرفة مكانه بدقة فى المخ، وتوصلوا إلى نتائج جديدة ومذهلة، على الرغم من الدراسات الكثيرة والمستفيضة التى أجراها العلماء على المخ على مدى القرن الماضي، وتمكنوا من معرفة جميع العمليات الحيوية على المستوى الخلوى والجزيئى التى تحدث عند تكوين تلك المنطقة الحيوية.
وأجرى الباحثون الدراسة على أجنة أحد الأسماك الذى يعرف بسمك الزرد تحت الميكروسكوب الإلكترونى، وهى نموذج مثالى لدراسة مخ الفقاريات، وكشفت عن أن هرمون الحب مسئول عن تكوين إحدى أهم المناطق الحيوية الموجودة بقاعدة المخ والمسئولة عن توصيل الأوامر والناقلات العصبية والهرمونات من النهايات العصبية للمخ إلى الأوعية الدموية لمجرى الدم ومنها إلى جميع أجزاء الجسم وهى تتحكم فى العديد من الوظائف الفسيولوجية بجسم الإنسان مثل التوازن بين السوائل فى جسم الإنسان وانقباضات الرحم عن الولادة.
وكشفت الدراسة أيضا عن أمر جديد أخر خاص بهرمون" oxytocin" ، جعلته يستحق بالفعل اسم "هرمون الحب"، فبالإضافة إلى وظيفته المعروفة فى الشهية ودوره فى الرضاعة، فإنه أيضا مسئولة عن تكوين علاقة الترابط والحب والمودة بين الأم وطفلها وبين الزوجة وزوجها، وكما يتحكم هذا الهرمون أيضا فى تكوين الأوعية الدموية أسفل تلك المنطقة الحيوية بالمخ، ليمهد لنفسه مستقبلاً طريق الإفراز إلى الدم.
وأبرزت دورية "Developmental Cell" نتائج تلك الدراسة فى عنوان مثير للاهتمام، وجاء كالتالي: "هرمون الحب" يجذب الزوجان للحياة معاً للأبد"، وأشارت أيضاً إلى أن نتائج تلك الدراسة لم تتوقف عند هذا الحد ، حيث أكدت أنها ستفسح المجال مستقبلا لعلاج الأمراض العصبية، نظرا لأن تلك المنطقة الحيوية من المناطق القليلة التى تتمكن خلاياها من إعادة تكوين وتنشيط نفسها بعد تعرضها للإصابة أو الخلل أو حتى للموت.