بحث داخل المدونة

الأحد، 13 مارس 2016

كثر كلامه فعظمت خطاياه .. بقلم الكاتب عبد المنعم الخن

ولع الزند بالظهور عبر الفضائيات أوقعه في شرأعماله وباتت إقالته ضرورة ملحة لأن مثل هؤلاء الوزراء يسحبون من رصيد السيسي في الشارع المصري .. لو
أتي هذا الكلام من صحفي أو إعلامي أو كاتب في صحيفة أو مدونة لتم إتهامه بتهمة إزدراء الأديان ولتم حبسه كما حبسوا إسلام بحير وفاطمة نعوت وخمسة أطفال في صعيد مصر .. ولكن وزير العدل لا يعرف العدل , وصدق عليه المثل "باب النجار مخلع" الزند لازم يحاكم بعقوبة مضاعفة ذلك أنه رجل مسئول وعضو في السلطة التنفيذية التي يرأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي ,
.
المفروص أن الرجل يعرف كيف يضبط ألفاظه ويلجم لسانه المنفلت , ولا حجة لمقولة "فلته لسان" كما أدعي بعد ذلك ليمحو أثر ما تلفظ به , فكم من ألفاظ سب وقذف حوكم الناس بسببها ودخوا السجون , وليس الزند إلا واحد من الناس يسري عليه ما يسري علي غيره حتي ولو كان وزيرا أو رئيسا , بل الصحيح أن ما يسري عليه من عقوبات وردع ينبغي أن يكون أشد واقسي لأنه ليس بجاهل أو أمي وليس برجل عادي من البسطاء ولو أن هؤلاء هم من يلقون العذاب , لقد حبس قضاته إسلام بحيري الرجل الذي حاول تصحيح الخطاب الديني أو تجديده كما نادي بذلك رئيس البلاد في عدة مناسبات وخطابات , وكذلك فاطمة نعوت, 
.
هل منكم من يعرف لماذا وزراء العدل في مصر منفلتي اللسان دائما؟ , هل تتذكرون وزير العدل السابق محمود نصر عندما أدلي بحديث أزدري فيه مهنة الزبال وهي مهنة شريفة وضرورية للمجتمع بلا شك? ماذا حدث له؟ لقد أقالته الرياسة من منصبه وأتت بالزند , فما بالكم بإزدراء خير الأنام النبي الخاتم محمد صلي الله عليه وسلم , إن اقاله هذا الرجل لا تشفي الغليل ولابد من عزله وحبسه حبسا مشددا ليكون عبرة لغيره من الوزراء والمسئولين الذين يفكرون في الإساءة للدين وللناس.
.
هذا التصريح الذي أدلي به الزند وزير ألا عدالة المصري عبر الفضائيات وعلي الهواء مباشرة مكانه المناسب مجالس السمر علي المصاطب بين الأصدقاء والمريدين , ولا يرقي حتي أن يكون حكاوي القهاوي , ذلك لأن الرجل خلط الخاص بالعام , فالمسألة في الأصل شخصية بينه وبين بعض الصحفيين هذا من ناحية ومن ناحية أخري أستبق أحكاما ليس له فيها من الأمر شيئا وإنما يعوّل عليها بإعتبارها همز ولمز وإشارة للقضاة بحبس من يريد حبسه , وكأنه السلطان العثماني سليمان القانوني وكلكم تعرفونه من خلال المسلسل التركي "حريم السلطان", ولا أطن أن قضاة مصر يفعلون أو ينساقون وراء هذا الهراء من رجل لا يمثلهم الآن منذ جلس علي الكرسي الذهبي ,.ذلك لأنهم رجال مستقلون يتبعون السلطة القضائية المستقلة عن السلطة التنفيذية التي الزند واحد من رجالها الآن , والبون شاسع في إستقلال كل منهما عن الأخري.
.
المصائب في مصر تأتيها بسبب إختيار الوزراء فالنظام يختار أهل الثقة وأهل السمع والطاعة وليس أهل الكفاءة والجدارة والخبرة السياسية , إذ المفوض في الوزير أن يكون وزيرا سياسيا وليس موظفا إداريا ينتظر التعليمات والأوامر من الذي فوقه في السلم الوظيف , وهو الأمر الذي أخر مصر كثيرا كدولة تنشد التقدم والرقي , وليس تاريخ الببلاوي رئيس الوزراء الأسبق الكارثي الذي كان السبب في تنامي وتعاظم إعتصامات رابعة والنهضة ببعيد , وكذلك وزير العدل السابق محمود صابر وقد ذكرته في سياق هذا المقال , ووزير الزراعة الأسبق صلاح هلال المتهم في قضية تلقي رشاوي , وآخرون لا تعلمونهم الله يعلمهم.
.
أعود إلي حديث الساعة وأجزم أن الزند قد أهال التراب علي تاريخه القضائي بهذه التصريحات غير المسئولة والتي لا يسمح بها أو يغفرها أي مسلم ليس في مصر فقط بل في العالم الإسلامي بأسره , فالنبي الذي وصفه الله في كتابه "أنك لعلي خلق عظيم" و "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" أيأتي موتور مثل الزند ويريد أن يحبسه أو يسجنه إن هو تطاول عليه , وهل كان النبي صلي الله عليه وسلم يتطاول علي أحد؟ , لا والله لم يحدث هذا أبدا حتي مع الأعرابي الذي جاءه يوما يطلب منه إقالته من بيعته له فلم يلتفت النبي إلية وتركه ليرتد ويذهب إلي معسكر الكفر في مكة , ولما سأله الصحابة رضوان الله عليهم: لماذا يا رسول الله لم تأمرنا بقتله؟ , فكان رده عليهم: دعوه فإن المدينة تنفث خبثها , إن قيامة المسلمين قد قامت ولم تقعد من أجل رسوم مسيئة للنبي رسمها فاجر فاسق في الغرب المسيحي لا يعرف عن سماحة وكرم وخلق النبي شيئا , بأبي أنت وأمي يا أبا الزهراء يا صاحب السيرة العطرة , وصلي الله عليك يا علم الهدي سلاما وتسليما يليقان بمقامك عند رب العالمين وعند المسملين أجمعين.
.
وأخيرا أني أتهم الزند بتهمة إزدراء الأديان بتصريحه الكاشف الواضح التبيان طبقا للمادة 98و من قانون العقوبات المصري ومنطوقها: 
(يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تجاوز خمس سنوات أو بغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه ولا تجاوز ألف جنيه كل من أستغل الدين في الترويج بالقول أو بالكتابة أو بأية وسيلة أخري لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو تحقير أو إزدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الإضرار بالوحدة الوطنية).