بحث داخل المدونة

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014

منجم الإرهاب .. بقلم عبد المنعم الخن

عندما يري الطفل والديه وهما القدوة والمثل الأعلي يذكرون الآخر بسوء ويرمونه بالكفر والإلحاد ويسفهون من لا ينفق مع فكرهم ويسير في قطيعهم ينشأ الطفل
وتنشأ معه عقدة التكفير والكراهية ويتحول إلي إرهابي ينضم إلي منجم الإرهابيين. 


وتزداد الطين بلة عندما يشب الطفل ويصبح شابا فيتفاعل لديه فكر التكفير وحتمية قتل من يكفره عندما يسمع من الشيوخ والأممة علي المنابر في المساجد والزوايا وأرباب اللحي في الفضائيات المغرضة خطابا تحريضيا بتفسيرات خاطئة وتأويلات مغلوطة وناسخ ومنسوخ من آيات الذكر الحكيم والسنة المباركة وغير ذلك من الغثاء الذي أمتلأت به كتب التراث منذ أثني عشرة قرنا هجريا , هنا يتأصل عند الشاب العقيدة الفاسدة والفكر الضال بأن هؤلاء الذين يخالفوه فكره وإيمانه هم كفار آثمين وقتلهم هو عقيدة إيمانية يبتغي بها وجه الله وجنته الفيحاء وبنات الحور الميساء

وبما أن الشعب المصري شعب متدين بطبعه والعاطفة الدينية الإيمانية لديه في منزلة القلب من الجسد فأنه يقبل هذه الأفكار ويذرعها في أرض الطفولة البريئة لتنمو تطرفا وفكرا ضالا وبالتالي سرعان ما تتحول إلي أفعال إرهابية وقتل الرجال وسبي النساء وهو ما يفعله تنظيم "داعش" اليوم في العراق وسوريا وتحاول أن يجد له موضع قدم في مصر.

هذه الأفعال التي نراها بين الحين والحين في مصر وفي باقي دول الخريف الأسود ما هي إلا التنفيس الحتمي لبركان التعصب الذي تمتلأ به صدور الشباب الذين تربوا علي الفكر الضال المضلل منذ نعومة أظافرهم , فيتحولون إلي إرهابيين لا هم لهم إلا التخريب والقتل لأنهم مخرجات منجم الإرهاب الذي أستخرجوا منه بواسطة الأسرة والشيخ والمنهج التعليمي الأزهري وإعلام الجلباب واللحية.