لا يمكن للبواسير، على أي حال، أن تسبغ على الشخص المصاب بها أي «جاذبية جنسية» تذكر، لكنها يمكن أن تقود إلى نتائج معاكسة، على صعيد النشاط الجنسي، حسب دراسة علمية آسيوية. هذا ما تتحدث به، على الأقل، دراسة جديدة من تايوان عن العلاقة بين البواسير واضطراب الانتصاب والنشاط الجنسي عند الرجال.
علاقة «مريبة» بغية التوصل إلى هذه العلاقة المريبة بين نهاية القناة الهضمية وعضو التناسل الذكري، عمل الأطباء من جامعة تايبة على دراسة مقارنة شملت 6310 مرضى يعانون حالة اضطراب الانتصاب وضعف النشاط الجنسي.
وقارنوا النتائج في هذه المجموعة بنتائج دراسة موازية أجريت على مجموعة مقارنة تضم 31550 رجلا لا يعانون ضعف الانتصاب.
كشفت الدراسة عن أن 24.9 في المائة من مجموع الأشخاص الذين يعانون الاضطراب الجنسي، أي نحو الربع، كانوا يعانون من البواسير. أما هذه النسبة في مجموعة المقارنة فلم تكن تزيد على 14.2 في المائة. وحسب التقرير الذي نشرته «مجلة الطبيب الألماني» فإن الأطباء لا يعتقدون أن الأعراض الناجمة عن البواسير، مثل النزف والآلام والمعاناة النفسية... إلخ، هي السبب في رفع نسبة المعانين من الضعف الجنسي بين «البواسيريين».عكس التوقعات أيضا، لم يكن الضعف الجنسي، الذي يرتبط بالبواسير، مقصورا على الفئات العمرية المتقدمة، لأن
الفئات العمرية الشبابية كانت أكثر تأثرا بالحالة. وفي مجموعة الشباب تحت سن 30 سنة، بين مجموعة المعانين من اضطراب الانتصاب، كانت نسبة المعانين من البواسير19.7 في المائة، وتقل بين الشباب من الفئة العمرية نفسها، في مجموعة المقارنة، إلى نسبة 6.2 في المائة فقط. في مجموعة المعانين من اضطراب الانتصاب، من فئة سن 30 - 40 سنة، كانت نسبة المعانين من البواسير ترتفع إلى 24.3 في المائة، وإلى 11.1 في المائة في مجموعة المقارنة. ثم تقل هذه النسب مع فئة الأعمار فوق الأربعين، في كلا المجموعتين.
عوامل وأسباب اكتفى الأطباء التايوانيون بعرض نتائج الدراسة مع إشارات فقط إلى العوامل التي قد تربط العلاقة بين البواسير والقدرة على الانتصاب. ونقلت مجلة «الطبيب الألماني» أن المشرفين على الدراسة أشاروا إلى أن قرب الأعصاب المغذية للمستقيم من العقدة العصبية المغذية للبروستاتا قد يكون السبب. فهذه العقدة مسؤولة إلى حد كبير عن الانتصاب، وربما أن ضغط الأوردة المتورمة (البواسير) على النهايات العصبية، يضعف فاعليتها العصبية. عوامل أخرى مثل الالتهاب المزمن في الأوعية الدموية، أو فشل بطانة الأوعية الدموية في عملها، أو ربما تأثير المواد المؤكسدة، لا يمكن استبعادها، لكن الضغط الميكانيكي (المتمثل في وجود الأوردة المتضخمة) قد يكون العامل الحاسم.
طرحت الدراسة أيضا من قبل الأطباء التايوانيين في المؤتمر العاشر لأمراض الأمعاء الغليظة الذي انعقد في مدينة بوخوم الألمانية (غرب) في أواخر شهر يوليو (تموز) الماضي، أسبوع. وجاء فيها أيضا أن دراسة سابقة لأطباء جامعة تايبة أثبتت العلاقة بين المعالجة التصلبية Sclerotherapy للبواسير بإصابة بعض مرضى البواسير بالعقم.
وعبر البروفسور فولف شميغل، رئيس المؤتمر من جامعة بوخوم، عن أمله أن ينقل الأطباء في العالم لمرضاهم، المعانين من البواسير، موضوع العلاقة بين الحالة واحتمال الإصابة باضطراب الانتصاب والنشاط الجنسي.
المصدر: كولون (ألمانيا): ماجد الخطيب | الشرق الأوسط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم موضع إهتمامنا دائما , شكرا لكم