بحث داخل المدونة

الثلاثاء، 4 يونيو 2013

المال وأثره في حياة الناس - نظرة تأمل



مقالة للكاتب/ عبد المنعم محمد عمر
نحن نعيش الآن زمنا رديئا بمعني الكلمة أنه زمن سيئ لم يعد لشيء غير المال مكانة أو تقدير أو حب ... بالمال تحصل علي الجاه والزعامة والمكانة الرفيعة إنظرإلي أغلبية نواب البرلمانات العربية 

أنهم فئة اشترت مقاعدها بالمال وحصلت علي المكانة الرفيعة والحصانة الأكيدة وانظر الي الإنقلابات التي حدثت في دول أفريقيا وأمريكـا اللاتينية قديما وحديثا ثورات الربيع العربي كلها تسّير بالمال حتي علي مستوي الأسرة الواحدة , إن لم يكن المال متوافرا وطلبات الزوجة مجابة من قبل الزوج كشرت الزوجة عن أنيابها وأحالت حياة الزوج الي جحيم كما قال الشاعر "يردن ثراء المال حيث علمنه وشرخ الشباب عندهن عجيب".

 أما علي مستوي علاقة الأفراد أو الناس بعضهم ببعض فأقول أن العلاقة الآن هي علاقة مصالح بشكل عام مادية أو معنوية فالأبواب لا تفتح للزائرين "القحيطي" اي الذين لا يحملون الهدايا , حتي التواصل  عن طريق التليفون لا يتم إلا اذا كان للمتصل حاجة لدي من يتصل به حتي التحية لا تلقاها إلا بغرض من الأغراض أو مصلحة من المصالح كما قال الشاعر "حياك من لم تكن ترجو تحيته لولا الدراهم ما حياك إنسان".

 وهذا يجرنا إلي قضية أخري يمكن أن نفرد لها مقالة خاصة ألا وهي علاقــــة المال بصاحبه وهذه العلاقة علاقة حميمة أي أن المال دائما صديقا للإنسان في الغالب الأعم فهو يطاوعه في كل الأحوال سواء في الخير أو الشر ويلبي نداء صاحبة كما وقد قال أحد الشعراء في هذا الصدد "كل النداء اذا ناديت يخذلني إلا ندائي إذا ناديت يا مالي".

مما تقدم أستطيع القول أن زمن الحب الخالص المجرد والحاسة الخلقية المطلقة قد ولي وانصرف وإستبدل بهما زمن الحب المصطنع والغش في العواطف الإنسانية أما الحب الحقيقي والعواطف المخلصة فلا تجدها اليوم إلا في رواية الحب التي تناولتها مجلدات التاريخ ودواوين الشعراء أمثال عنتر العبسي وحبه لعبلة وجميل وحبه لبثينة وكثير وحبه لعزة وروميو وجيوليت لشكسبير وغيرهم كثيرين.

 إن الحب الحقيقي لا تجده اليوم حتي ولا في الإحلام أو الأفكار , أنه حب خلت أيامه وطويت صفحاته ولم يعد إلا ذكري ياليتها تداعب أفق خيالي ليسعد بها حالي ويروق من عطرها بالي.