يعانى البعض من الإصابة بالحموضة الشديدة فى شهر رمضان ويرجع هذا إلى امتداد فترة الصيام وملء المعدة بالطعام فى وجبة واحدة أو وجبتين خلال فترة المغرب وحتى الفجر لفترة قصيرة نتيجة قصر فترة الإفطار من المغرب حتى الفجر واختلال نظام النوم والاستيقاظ.
يقول الدكتور رضا الوكيل أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بطب عين شمس، لقد أثبتت الأبحاث ازدياد نسبة الحامض فى المعدة أثناء الصيام حيث تزداد نسبة الحامض الذى تفرزه المعدة على مدى 24 ساعة بنسبة 45% فى اليوم العاشر للصيام مقارنة باليوم الأول مع زيادة فترة الصيام.
كما أن طبيعة الأطعمة التى تقدم فى رمضان تزيد من نسبة إفراز هذا الحامض بما فيها من مخللات ومواد حريفة وأطعمة تحتوى على الكثير من التوابل والأطعمة الدهنية التى تتأخر وتعوق الهضم فى المعدة مما تزيد من فرص الحموضة بالمعدة بالإضافة إلى تناول كميات كبيرة من الطعام مما يؤدى إلى زيادة معدلات الارتجاع المعدى المرىء مع ما يمثله من زيادة الإحساس بالحموضة.
فمعدل الحامض فى المعدة أثناء النهار يزيد بمعدل 120% زيادة لأن المعدة تكون خالية لمدة 16 ساعة مما يجعل الحامض بمفردة فى المعدة ولا يوجد ما يعادله من الطعام أو المشروبات علما بأن هذه الحموضة تكون فى ليل رمضان حوالى 25% فقط زيادة.
وننصح الذين يعانون من الحموضة عدم ملء المعدة بالطعام عقب الإفطار وتناول الطعام على وجبات متعددة ولا يتم تناول الطعام فى وجبة واحدة أو وجبتين فيما بين الإفطار والسحور والامتناع عن التدخين وعدم تناول القهوة والإقلال من المشروبات الغازية والامتناع عن المشروبات الحمضية مثل عصير البرتقال والليمون والجريب فروت والمانجو.
وينصح بالامتناع عن المخللات والزيتون الأسود والإقلال من الحلويات الشرقية مثل الكنافة والقطايف وبلح الشام، حيث إن هذه الحلويات تزيد من الإحساس بالحموضة وبالذات إذا تم تناولها عقب وجبة دسمة كما يجب عدم الاستلقاء أو النوم مباشرة عقب تناول وجبة الإفطار أو السحور.
ويشير إلى ضرورة الإكثار من شرب السوائل وتناول الخضروات والفواكه الطازجة كما ينصح بتناول الزبادى ولكن أن يكون طازجا وعدم تركة فى الثلاجة فترة طويلة حتى لا يرتفع نسبة الحامض ويزيد من شعور المريض بالحموضة.
ويمكن استخدام بعض الأدوية المضادة للحموضة "شراب" أو المضغ أو الاستحلاب كما يمكن استخدام بعض الأقراص التى تخفض الحامض بالمعدة ومنها مضادات مستقبلات الهستامين مثل "الزنتاك" وغيرة من هذه النوعية من الأدوية مع ملاحظة أن تكرار استخدامها لفترة طويلة يخفض من مفعولها وفى حالة عدم الاستجابة يجب استشارة الطبيب الذى قد يطلب من المريض إجراء بعض الفحوصات للوصول إلى التشخيص السليم.