الصوم خلال شهر رمضان المبارك يكون بمثابة راحة للجهاز الهضمي ، لكن قد تنجم خلال الصوم بعض الاعراض الوظيفية والتي تكون ناتجة عن تغييرات واضطرابات في الجهاز الهضمي لكن دون وجود مشاكل عضوية.
تحدث لدى الصائم اضطرابات التي تؤدي الى مشاكل معينة ومن بينها "الحرقة" و "الحموضة" التي يكون سببها التغيير في النظام الغذائي ، وعلاج الحرقة واضح وهو تخفيف الوجبة الرئيسية ،ومن المفضل تقسيمها على مراحل ، والحرقة تكون ناجمة عن تغييرات في المعدة والمريء ", من بين المشاكل الوظيفية " امساك المعدة " وهو ناجم عن تغيير في النظام الغذائي وتناول وجبة الافطار الدسمة ، أو النوم مباشرة بعد تناول الطعام ، كما ان الامساك قد يكون ناجما عن اضطرابات في الامعاء الغليظة ، والسبب في ذلك كميات الاكل الكبيرة والغنية بالدسم ، والتغيير في ساعات الاكل ، وهذه العوارض تختفي بعد مرور أول عشرة أيام من شهر رمضان المبارك بشكل عام ، وللامساك يوجد حلول أهمها التخفيف من كميات الاكل الدسمة ، كما توجد وصفات طبية بمقدور الانسان اخذها دون وصفة من الطبيب.
من الضروري الاكثار من تناول الخضار والفاكهة لكونها تحتوي على ألياف تساعد على معالجة الجهاز الهضمي وقد تبرز خلال الصوم أمراض عضوية والمقصود هنا أنه خلال الصوم قد تكتشف هذه الامراض او يزيد الصوم من حدتها ، فعلى سبيل المثال الانسان الذي يعاني من قرحة حادة قد تزيد حدتها او تظهر خلال شهر رمضان ، وهناك اناس لديهم قرحة حادة لدرجة النزيف ، وهنا ينصح بعدم الصوم والتوجه للطبيب لتلقي العلاج والدواء ومن ثم الاستمرار بالصوم ، كما توجد حالات لنوبات " كيس المرارة " ، فهنالك أناس لديهم حصى في كيس المرارة ، لكن الاكل الدسم خلال الافطار قد يؤدي الى نوبات شديدة في حصى المرارة ، وننصحهم بالتخفيف من كمية الوجبة وتقسيمها على مراحل والتخفيف من كمية الدهنيات في الطعام.
أما الاشخاص الذي يعانون من اسهال شديد الذي يؤدي الى فقدان كميات كبيرة من السوائل فننصحهم بعدم الصوم ، فليس على المريض حرج ، وهنالك مشاكل وعوارض اخرى مثل عسر الهضم ، الانتفاخ وغيرها من العوارض التي تقل حدتها وتختفي خلال شهر رمضان الكريم ، والنصيحة التي نقدمها لجمهور الصائمين المرضى هي التوجه للطبيب واستشارته ، ولا ننسى أن نذكر أن للصوائم فوائد صحية جمة الى جانب كونه ركنا من أركان الاسلام ".
المصدر/ الدكتور اياد خمايسي اختصاصي في أمراض الجهاز الهضمي والكبد