مصارف الزكاة ثمانية أصناف محصورة في قول القرآن "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم " سورة التوبة آية 60 وهم :
الفقراء: والفقير هو من لا يجد كفايته من الطعام والشراب والملبس والمسكن والتعليم والصحة .. ومن السهل جدا أن تجد كثيرا من الفقراء في مصر فهم يمثلون حوالي 40% من سكان مصر وهم يعانون الفقر المدجع.
المساكين: هم المسلمون الذين أوفر حظا بقليل من الفقراء .. فهم يجدون حاجتهم حينا ولا ييجدون هذه الإحتياجات والمتطلبات أحيانا كثيرة أخري .. وهم قد يجدوا القليل من الطعام ولكنهم لا يجدوا العلاج إذا مرض أحدهم ويتعرضون للمهانة علي أبواب المستشفيات الحكومية ويتعرضون للموت علي أبواب المستشفيات الخاصة التي ترفض علاجهم بسبب عدم قدرتهم علي دفع قيمة العلاج المغالي فيه .. لذلك شرعت الزكاة لهم كي تسد إحتياجاتهم التي يعجزون عن إشباعها.
العاملين عليها: وهم فئة العمال والموظفين والمحاسبين وعلماء الدين القائمين على شأن الزكاة حيث أن الزكاة إدارة متكاملة تحتاج لهؤلا ء العاملين لإدارة أموال الزكاة علي النحو الذي يحقق الهدف منها والذي شرعة الشارع الكريم مقابل نصيب من هذه الأموال مكافأة لهم علي القيام بهذا العمل الجليل.
تطبيقه والتفرغ التام له، ومن ثم أجاز الشارع الحكيم لهؤلاء العاملين عليها أن يؤجروا منها أي الزكاة.
المؤلفة قلوبهم: وهم من يريد الإسلام أن يستميلهم، أو على الأقل أن يكفوا آذاهم عن المسلمين.
في الرقاب: وهم العبيد والإماء الذين أتفقوا مع من يملكونهم كتابة علي أن يتم تحريرهم نظير مبلغ معين من المال .. فالزكاة بالنسبة لهؤلا ( في الرقاب ) تساعدهم علي نيل حرياتهم .. والحرية بالنسبة لفاقدها شيء عزيز يسعي إليه بكافة السبل .. وقد شرع الله العليم الحكيم هذا النصيب من الزكاة لمن في الرقاب حتي يستطيعوا الفكاك من أسر العبودية وهناك فلسفة أخري لهذا التشريع ألا وهو التخلص من العبودية في المجتمع الإسلامي علي نحو التدريجي كما فعل سبحانه في منع الخمر.
الغارمين: هم فئة المدينين الذين تراكمت عليهم الديون بسبب لا دخل لهم فيه مثل الكوارث والحروب والمجاعات .. وهذا النصيب من الزكاة قد يساعدهم علي الوفاء بديونهم .. وفي رأي أن المدينين الذين أفلسوا بالغش والتدليس ليس هم من شرع لهم هذا التشريع الإلهي لأنهم غشاشون مدلسين أكلوا أموال الناس بالباطل فلا يحق لهم في أموال الزكاة شيئا بل هم سوف يلقون آثامهم في الدنيا وفي الآخرة عذابا وبأس المصير.
في سبيل الله: وهم المحاربون المتطوعون الذين يدافعون عن دينهم وأوطانهم ويحرم علي أي إنسان قائم بعمل خيري أن يأخذ من أموال الزكاة شيئا ويندرج تحت هذا التحريم كافة الجمعيات الخيرية والروابط الفئوية وبالتالي لا يجوز صرف أموال الزكاة في نشاطاتها ونفقاتها. والفتوى بخلاف ذلك غلط فاحش يحرم العمل بها لمخالفتها نص القرءان وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأئمة المجتهدين وأقوالهم.نقل ابن هبيرة الحنبلي الإجماع على ذلك وقال مالك في المدونة (2/59) :"لا يجزئه أن يُعطي من زكاته في كفن ميت" لأن الصدقة إنما هي للفقراء والمساكين ومن سماهم الله علي نحو الحصر والقصر ه وليس للأموات ولا لبناء المساجد.
ابن السبيل: هو المسافر الذي إنقطعت به السبل وفقد ماله في بلد غريب من بلاد المسلمين .. فهذا شرع له أخذ نصيب من الزكاة ليعينه في غربته علي شظف العيش.