يمكنك أن تخدعهم مرة ولكن لن تخدعهم مرتين، فالأطفال يحفظون سريعاً من الذي يحاول خداعهم. وهذه نتيجة دراسة كندية جديدة.
يقلد الأطفال عادة الأصوات والتعبيرات الوجهية والأفعال التي يرونها عموماً، إلا أن الباحثين في جامعة Concordia – Montreal وجدوا أن الأطفال عندما يخدعهم شخص بالغ فإنهم لا يطيعونه مجدداً.
هذه الدراسة تدعم دليلاً سابقاً يفيد بأن الأطفال الصغار يمكنهم التمييز بين المصادر الموثوقة وغير الموثوقة.
وتقول الباحثة Diane Poulin-Dubois الأستاذة في قسم الطب النفسي في جامعة Concordia: " يتابع الرضّع – كما الأطفال الأكبر سناً – سوابق الأفراد للتأكد منهم، فيستطيعون اختيار الأشخاص الذين يمكن الوثوق بهم والأشخاص الذين يتلاعبون بهم، ويمكنهم كذلك استخدام هذه المعلومات للمتابعة في تعلّم المزيد من خبرات الحياة ".
وتضيف: "فالأطفال يرفضون التعلم من أشخاص سبق وأن كانوا غير جديرين بالثقة ". لإثبات هذه الفرضية قام العلماء باختبار مجموعة مكونة من 60 طفل رضيع تتراوح أعمارهم بين 13 – 16 شهر، حيث تم تقسيم العينة إلى مجموعتين إحداهما تشرف عليها إحدى المشاركات بدور المصدر الموثوق، والثانية يشرف عليها من تلعب دور شخص غير موثوق.
في المهمة الأولى قامت المشرفات بالنظر داخل وعاء وأظهرن تعابير الإثارة والاندهاش، ثم طُلِب من الأطفال أن ينظروا داخل الوعاء للتأكد ما إذا كان يحوي دمية أو كان فارغاً. كان هدف هذه التجربة بشكل أساسي إظهار مصداقية المشرفين أو خداعهم.
في المهمة الثانية قامت المشرفة نفسها باستخدام جبهتها عوضاً عن يدها في تشغيل إنارة الغرفة، ثم تمت مراقبة رد الفعل الأطفال لمعرفة من منهم سيحاولون تقليد هذا الفعل.
والنتيجة: 34% فقط من الأطفال الذين كانت مشرفتهم غير صادقة استجابوا للمهمة الثانية، في حين أن 61 % من الأطفال في المجموعة الثانية قاموا بتقليد هذا السلوك غير المنطقي.
وهنا تقول الدكتورة Ivy Brooker المؤلفة المساعدة للدراسة: "تشير هذه النتائج إلى أن الأطفال يقلدون سلوك البالغين الذين يثقون بهم، وبالمقابل فإن نفس السلوك إذا قام به شخص غير موثوق فإن الطفل يعتبره غير معقول وغير مفيد وبالتالي لا يستحق التقليد".
هذه النتائج تضيف إلى نتائج سابقة حول نفس الموضوع وتشير بمجملها إلى أن الأطفال أيضاً خبراء في كشف الصادق والكاذب.