لا يمكن أن تنجح أي حياة زوجية إلا من خلال وجود حب متبادل بين الزوج وزوجته، فمهما كانت طبيعة الزواج في بدايته تقليدية أو عصرية رومانسية من المفترض أن تكرس الحياة الزوجية الجادة تعاوناً إيجابياً بين شخصين متساويين في الحقوق والواجبات الزوجية.
فلا يمكن تخيل أن تتكرس محبة واحترام حقيقي بين الزوجين ما لم يؤمن كلاهما أنهما شركاء متساوين تماماً في المسؤوليات والواجبات الأخلاقية تجاه بعضهما بعضاً أو تجاه أبنائهما.
الزواج ليس منافسة
إذا كان جميع بني البشر أحرارا بطبيعتهم، فليس من المنطق أن يتحول الزواج إلى تنافس متبادل بين الزوجين للسيطرة التامة على مصير الشريك الآخر في الحياة الزوجية ! فلا يوجد منافسة سلبية ومتغطرسة بين شركاء الحياة الزوجية الحقيقية, بل تعاون مشترك وإحترام متبادل وإدراك عميق من قبل كلا الطرفين بأحقية الشريك الآخر للاحترام والتقدير الذي يستحقه.
وستتكرس المحبة بين الزوجين وقت ما يدرك كلاهما أن شريكه في الحياة الزوجية له أو لها الحق في حيازة كل الحب والتقدير الذي يستطيع الطرف الآخر منحه لشريك حياته.
فالمحبة الزوجية لا تحدها شروط معينة ولا يمكن أن يمنعها تردد أو أنانية شخصية: بمعنى آخر، الحب الذي يتكرس في الزواج السعيد ثمرة إخلاص متبادل منقطع النظير وثمرة تآلف رحيم وتقمص عاطفي بين شخصين انصهرت أرواحهما في حياة زوجية مثالية.
الشفقة والرحمة والتعاون روح الحياة
والشفقة في الحياة الزوجية السعيدة تتمثل في وجود مودة وتآلف شعوري بين الزوجين، بل لا أعتقد أنني أبالغ في هذا المقام إذا أكدت أن شفقة الزوجين على بعضهما تشابه تخاطر عقلين وقلبين توأمين، إنصهرت أفكارهم ومشاعرهم الشخصية حتى أصبحت لغة خاصة يفهمها الزوجان فقط.
وبالطبع, الحياة الزوجية السعيدة من المفترض أن تصبح مثالاً ناصعاً للتعاون الإيجابي والبناء بين أفراد أحرار ومستقلين بطبيعتهم, ولكن تطابقت أفئدتهم وتوحدت مصائرهم بسبب عشقهما المتبادل.
الزوجان المخلصان لبعضهما يتعاونان فيما بينهما لتحقيق تطلعات وأهداف الشريك الآخر في الحياة الزوجية المتكاملة فنجاح أحد الزوجين في تحقيق أي من تطلعاتهما الشخصية يصبح تحقيقاً لنجاح الآخر.
وكالة سولا الإعلامية