تخيل أن تصبح مجبراً على تناول 60 وجبة خلال اليوم، ليس على سبيل "الطفاسة" ولكن لتبقى على قيد الحياة!.. هذا هو حال الفتاة الأمريكية Lizzie Velasquez، صاحبة الـ24 عاما، والتى تعانى من حالة مرضية نادرة، تتشاركها مع اثنين آخرين حول العالم، تجعلها مضطرة لتناول وجبات صغيرة كل 20 دقيقة، ورغم ذلك لا يتجاوز وزنها الـ 25 كيلو.
"ليزى" ولدت فى أوستن، عاصمة ولاية تكساس الأمريكية، بدون دهون فى جسدها ولقيت استحالة بالغة فى اكتساب الوزن أو الدهون على مدار حياتها ورغم كل ما لقيته من صعوبات وإساءات إلا أنها تؤكد بشكل حاسم" لن أقوم أبدا بتغيير مظهرى حتى إن استطعت ذلك".!
الفتاة الشجاعة تبرر رغبتها فى الاحتفاظ بهذه الهيئة التى جعلتها فريسة لمضايقات زملائها فى المدرسة وللإساءات الخسيسة عبر الإنترنت بقولها، "أخذت سنوات حتى أتقبل ما أنا عليه وأستطيع أن أنظر للمرآة ويعجبنى الشخص الذى أراه، ولن أقوم بتغيير ذلك لمجرد أن أتناسب مع توقعات الآخرين".
وتروى الفتاة الشجاعة، فى الفيلم الوثائقى الذى عرضته قناة TLC، المضايقات التى تعرضت لها عبر الإنترنت بعد اللقاء الذى أجراه معها التليفزيون الوطنى، وكيف كان الألم الذى تعرضت له من جراء ذلك هو دافعها للنجاح، قائلة، "كنت فى المنزل وشاهدت صورة لى عبر الإنترنت مرفقة بتعليق "أقبح فتاة فى العالم" وآلاف التعليقات الأخرى التى لا أنسى من بينها شخص قال "احرقوها بالنار حالا" وآخر تساءل، " كيف لم يجهضها والداها"، لأنى قبيحة جدا، وشعرت عندها بأن أيادى هؤلاء الأشخاص اخترقت شاشة الكمبيوتر ولكمتنى على وجهى مرارا وتكراراً"، وتتابع فى التصريحات التى نقلتها عنها صحيفة "الدايلى ميل البريطانية"، أستطيع أن أرد الآن على أصحاب هذه التعليقات "لقد فزت"، وذلك بعد أن نجحت ليزى فى إصدار اثنين من أكثر الكتب مبيعا فى أمريكا، وأصبحت ناشطة فى مجال مكافحة البلطجة تلقى أكثر من 200 محاضرة تحفيزية بشكل سنوى للأشخاص الذين يعانون من الاضطهاد والأستأساد مثلما كانت تعانى وهى طفلة فى المدرسة وأكثر ما كان يؤلمها حين ذاك" لم يكن أحد يريد صداقتى ولم أفهم السبب فوالدا كانا يعاملاننى كأننى طبيعية تماما ولا أختلف عن بقية الأطفال إلا فى أننى أصغر منهم حجما، ولكنى مثلهم تماما، ولم أخبرهم بالإساءات التى كنت أتعرض لها، وحين أصبح وحيدة أطلق العنان لدموعى"، ولذلك تحلم ليزى بأن تؤسس جمعية خيرية لمكافحة البلطجة لتساعد كل من يعانون من الأستأساد والمضايقات من الأطفال والمراهقين.
فى حين يقول طبيبها , Dr Abhimanyu Garg إن ليزى واحدة من قلائل حول العالم يعانون من هذه الحالة، وأغلب من يعانون من هذه الحالة يموتون فى مرحلة الطفولة، حيث يمتلكون كتلة ضئيلة من العضلات وأطرافهم رقيقة جدا وضعيفة، ولكن ليزى تغلبت على كل هذه الصعاب، رغم أنها فقدت الرؤية بعينها اليمنى إضافة إلى كل ذلك.