ارتبطت الأمراض النفسية فى أذهان الكثيرين بالعوامل النفسية كضغوط العمل، أو المشاكل الأسرية، إلا أن بعض الأمراض النفسية ترتبط بالأمراض العضوية، فمرض كـ"الرهاب" الاجتماعى الثانوى، ينشأ عن الإصابة باضطرابات بالعصب السينمبثاوى بالعمود الفقرى.
يقول الدكتور حسام أحمد فؤاد، أستاذ الجراحة العامة والأورام والغدد والأوعية الدموية، وزميل الكلية الملكية للجراحين بلندن، إن مرض الرهاب الاجتماعى الثانوى، مرض ينتج عن خلل بالعصب السينمبثاوى، من الأمراض النفسية التى لم تحظ باهتمام علماء النفس، ولم تُذكر كثيرًا على الرغم من أنها تسبب أعراضًا جمة، منها ارتعاش الصوت، والقلق الشديد، والهلع، ويسعى المريض إلى الانعزال عن الجميع، وأحيانا يسعى إلى الانتحار.
وأضاف "فؤاد"، أن العصب السينمبثاوى عبارة عن جزء من الجهاز العصبى اللا إرادى، ويتكون من عدة عقد عصبية على جانبى العمود الفقرى، وأحيانًا تحدث بعض الاضطرابات بإحدى العقد العصبية، وينتج عنها زيادة احمرار الوجه، خاصة فى منطقة الجبهة والوجنتين، أو فرط التعرق الشديد.
وأكد "فؤاد"، أن تكرار الأعراض فرط الحمرة، والتعرق الشديد بالوجه، يؤثر نفسيًا على المريض، حيث تجعله تلك الأعراض يظهر فى صورة الشخص المرتبك والخجول، والشخص المذنب دائمًا، لذلك يسعى المريض إلى البعد عن المناسبات الاجتماعية، والانعزال عن الأخرين.
وأشار إلى أن أغلب المرضى بالرهاب الاجتماعى الثانوى ينجحون فى إخفاء تلك الأعراض عن الأشخاص المقربين منهم، مشيرًا إلى أن بعض المرضى بهذا المرض النفسى، غالبًا ما يدمنون تناول الأدوية المهدئة، وأحيانا الكحول، وقد يصل الأمر ببعضهم إلى محاولة الانتحار لتخلص من هذا الرهاب.
وقال "فؤاد"، إنه يتم علاج تلك الحالة من خلال إجراء جراحة لتدبيس العصب السينمبثاوى، وتدبيس تلك العصب عن طريق الجراحة، وتدبيس العصب لا يسبب أى ألآم، ويمكن للمريض الخروج من المستشفى فى نفس اليوم، وتسمى جراحات اليوم الواحد.