الشعور الدائم بالنوم، دلالة مرضية لا شك فى ذلك، ويجب على كل من يعانى من الإفراط فى النوم طوال ساعات اليوم، أو فى ساعات غير مناسبة خلال اليوم، ودون القيام بمجهود قاتل ذهنى، أو بدنى أو إحساس حقيقى بالتعب والوهن الشديد، فعليه باللجوء لاستشارة مختص نفسى وآخر عضوى.
أوضح الدكتور محمد صلاح استشارى الطب النفسى وعلاج الإدمان، أن "النعاس الدائم مشكلة متخفية"، مشيرا إلى أن هناك بعض حالات النوم الشديدة التى تصيب بعض الأشخاص دون أن يعوا حجم المشكلة، أو ينتبهوا لخطورتها. ويعتقدون أنه مجرد تعب عام.
أضاف محمد "أن المواقف التى يلح النوم عليك فيها، هى التى تؤدى بك لمعرفة ما إذا كنت تريد النوم بشكل طبيعى، أم أن هناك مشكلة يجب إيجاد حل لها، فإذا كنت تقوم بمجهود بدنى وعقلى كبير خلال ساعات الليل على سبيل المثال، وجاءك النوم فى فترة النهار خلال اليوم، فهذا أمر طبيعى لا خوف منه مهما كانت ساعات نومك حينها، ولكن إذا كان الشخص يشعر بحالة من السكون والكسل غير المبرر، ويرغب فى النوم خلال النهار على الرغم من حصولك على ساعات كافة من النوم خلال الليل، فهنا تظهر مشكلة يجب التعامل معها".
واستطرد محمد "اضطرابات النوم عديدة أهمها والأكثر شيوعا منها، هو الإصابة بالأرق وصعوبة النوم، وهناك أيضا "الرغبة العارمة فى النوم دائما"، وهو اضطراب لا يقل خطورة وأهمية عن اضطراب الأرق".
وأكد استشارى الطب النفسى على أن الرغبة غير المبررة للنوم المفرط خلال ساعات النهار، وهو ما يعرف بنوم النهار، ودون أن يكون هناك سبب مرضى أو بدنى حقيقى، ينذر باضطراب يعانى منه المريض، ولكن يجب الاطمئنان لأنها فى معظم الحالات تكون مشكلة مؤقتة يسهل الشفاء منها، ولا يبقى لها أثر يذكر.
فيعانى أغلب هؤلاء الأشخاص من اضطراب نفسى مؤقت ينتج عنه اضطراب فى النوم مؤقت أيضا، يتمثل فى "النوم المفرط"، وهذا الاضطراب النفسى المؤقت قد يكون دلالة على الإصابة بنوبات اكتئاب جديدة، أو حالة توتر نفسى مؤقت، أو اضطراب نفسى مؤقت ناتج عن ضغط عصبى مفرط تعرض له الشخص.
وأشار محمد إلى أن التخلص من مسببات التوتر والضغط النفسى أو حالة الاكتئاب المؤقت، هى الحل الوحيد للتخلص من هذا النوم المفرط، وهو ما يحدث بمساعدة مختص نفسى.
وحذر محمد من أن أسباب أغلب هذه المشكلات تكون مختفية، ولا يواجهها الشخص بنفسه، لذا لزم المساعدة النفسية من مختص.
-->