تكثر الأمثال العصرية والكلاسيكية عن الحبّ من النظرة الأولى. مثلاً: وقع روميو بحبّ جولييت من النظرة الأولى. ولكن نعلم جميعنا أنّ قصة الحبّ هذه لم تكن لها نهاية سعيدة! إن استمعت إلى أغاني البوب، وشاهدت الأفلام الرومانسية، ستصبحين من المؤمنين بالحبّ من النظرة الأولى. ولكن، هل يوجد هذا النوع من الغرام في الواقع، وهل ينمو بين الأشخاص الواقعيين؟
هل سبق لك أن تعرّفت إلى رجل ما، وشعرت بالانجذاب الفوريّ والكامل له، على الرغم من أنّك لم تتكلمي معه؟ لا تستبقي الأمور وتقولي: "إنه الحبّ من النظرة الأولى"؛ فأطباء النفس يقولون إن هذه الظاهرة تُسمّى "تأثر بهالة الانجذاب" (أي عندما ترين شخصاً جميلاً وبحلّة جميلة، يميل في بعض الأحيان ذهنك إلى الاعتقاد أنّ شخصيّته أيضاً جميلة). ولكننا نعلم جميعاً أنّ الشخصية والمظهر لا ينسجمان بالضرورة، ما يجعل من "تأثير الهالة" وهماً لا حقيقة. في الواقع، قد تزول المشاعر الأولية فور التعرف إلى شخصيته.
يعتقد البعض أنّه يمكن العثور على الحبّ عند رؤية الشخص المناسب. ولكن الحبّ مكون من التضحية والتعاطف والصبر، ولا يمكن العثور على هذه العناصر عند النظر إلى المرء، للمرة الأولى. لكنّ هذا لا يعني أنّه يستحيل أن تتحوّل المشاعر الأولية إلى حبّ.
عندما تتعرّفين إلى رجل للمرة الأولى، قد تشعرين فوراً بأنك ترغبين في التودّد إليه ومعرفة المزيد عنه، وفيما تتقدم العلاقة، قد تتحول هذه المشاعر في نهاية المطاف إلى حبّ. بالإضافة إلى ذلك، قد تتعرفين إلى أزواج يقولون إنهما عندما رأيا بعضهما للمرة الأولى، علما أنّه ثمة أمر مميّز في الشخص الآخر. ولكن ما علماه في الحقيقة هو أن مظهر الآخر وتصرفاته أعجبتهما، وأنهما أرادا القيام بتأدية خطوة تالية وتوطيد معرفتهما ببعضهما البعض.
قد يطلق البعض على هذه الظاهرة تسمية "الحبّ من النظرة الأولى". ولكن تذكّري أنّ العديد من الأزواج يدّعون أنّهما شعرا بالأمر نفسه في البداية، إلا أن علاقتهما لم تتكلّل بنهاية سعيدة.
قد تتساءلين عن السبب الذي يدفع بنا إلى التقليل من شأن "الحبّ من النظرة الأولى"!على الرغم من أن الفكرة طيبة وجميلة، إلا أنّه لا يجوز الاعتقاد بأنّه إن لم تراودك مشاعر قوية تجاه الشريك في المرحلة الأولى من العلاقة، فهذا يعني أن ّالأمر لن يحصل أبداً. تذكّري أنّ بعض أفضل العلاقات وأكثرها رومانسيةً بدأت بشكل غير رومانسيّ. بالإضافة إلى ذلك، إن تعرّفت إلى رجل مثير ووسيم، واعتقدت أنّ جمال مظهره ينسحب على شخصيته، فقد تعزين إليه بعض المواصفات الحسنة استناداً إلى مظهره فقط، ما قد يؤدي إلى مشاكل مستقبلية.
إذاً، ما الحلّ؟ سواء أكنت تؤمنين بالحبّ من النظرة الأولى أم لا، فهذا الأمر يعود إليك. ولكن، لا تعلّقي آمالاً عالية، فيخيب ظنك تالياً. وإنّ تعرّفت إلى أحدهم وفُتنت به فوراً، فانتبهي لأنك لم تتعرّفي إلى شخصيّته بشكل كامل: فقد لا يستحقّ حبك!.
