بحث داخل المدونة

الاثنين، 9 يونيو 2014

الطّفل يفهم الكلمات قبل قولها لكنّه يحتاج لمساعدتك

تخيّلي نفسك جالسة بين مجموعة من الأطفال الذين يتكلّمون في ما بينهم بلغتهم الخاصة وأحاديث متواصلة لا تنتهي باحثين عن مصطلحات جديدة يحاولون أن يفهموها.. ويعدّ هذا الأمر تحدّيًا جديدًا يفرضه الأطفال.

وفي النهاية، لأنّ البالغين يملكون فكرة مسبقة عمّا يحدث، يعرفون أنّ بعض اندماجات الأصوات تشكّل كلمات وأنّ لهذه الكلمات معانيَ... أي باختصار، فإنّ الأطفال يخوضون اكتشافًا خياليًّا! 

بداية الفهم: 
بين 6 و10 أشهر، يبدأ الطفل بفهم كلمات، وتقديم معنى لبعض مقاطع الصّوت. ولذلك، لا يركّز فقط على الأصوات التي يسمعونها، بل أيضًا على السياق والحركات والنّبرة. وذكرت الكثير من مصادر المعلومات، أنّ الطفل يدرك منذ وقت مبكر اسمه الأوّل، لكنّ تقسيم ردّ الفعل اتجاه اسمه الأول واتجاه الصوت ليس دائمًا أمرًا سهلًا. وتحاول العديد من الأمّهات أن يمتحنّ قدرات أطفالهنّ في سنّ صغيرة على الاستجابة لصوتها إذا نادته باسمه، فيلتفت نحوها عندما تناديه، لكنّه سيلتفت مرّة أخرى لدى إصدارها صوتًا آخر. 

لكنّ الأكيد، هو أنّ الطّفل يبدأ بفهم الكلمات التي يقولها له الأشخاص خلال كلامهم، والتي سمعها أكثر من مرّة. على سبيل المثال، يستطيع الطفل أن يفهم معنى كلمة "حليب" لأنّه يسمعها باستمرار، ولأنّها جزء أساسيّ من حياته، ليتّجه بفمه نحو ثديك أو زجاجته لدى سماعه الكلمة. ولاحقًا، عندما يبدأ بالجلوس على كرسيّ الطعام، سيركض نحوه فورًا عند سماعك تنطقين بكلمة طعام أو أكل.

في النهاية، تعدّ الحاجات الأساسية دون أيّ شكّ محرّكًا مهمًّا لنموّ اللغة والتواصل! وخاصة أنّ حاجات الطفل الأولى لا بدّ أن ترتبط بالغذاء. 

ساعدي طفلك على الفهم: 
إذًا، ما الذي يمكنك أن تفعليه لتعزّزي تطوّر فهم الكلمات لدى الطفل؟ 
أوّلًا، التكرار ثم التكرار ثم التكرار! حتى يصل الطفل إلى الفهم بفضل قوّة الاستماع إلى الكلمة نفسها في سياقات كلامية متشابهة. كلّ كلمة يجب أن يستعملها في الحياة اليومية هي مهمة بالنسبة له: بابا، وماما وحليب وطعام وقبلة وحفاض... إلخ. 

ومن ناحية أخرى، يجب أن تستعملي كلّ كلمة على حدة. ويحبّ الطفل دائمًا الاستماع إلى الموسيقى والكلام ويجب أن تكلّميه أيضًا وأيضًا، لكن يمكنك أيضًا أن تسهّلي العمل من خلال إثارة حماسته كقولك: "حان وقت... الحليب".

 وأخيرًا، يجب عليك اللفظ بشكل واضح والكلام ببطء وأن تكوني معبّرة، كما يمكنك أن تلجئي إلى الدّلالة بالإصبع على الأشياء ليفهم طفلك.