بحث داخل المدونة

السبت، 13 سبتمبر 2014

إستقلال القضاء وهيبته هما الدعامتان الأساسيتان لبناء دولة محترمة



مقالة للكاتب المدون/ عبد المنعم الخن
إذا أردت أن تقف علي مدي عظمة أمة من الأمم فأنظر إلي نظامها القضائي وقضاتها
في هذه الأمة , فإذا كان القضاء فيها مستقلا وقضاته مستقلين لا يرهبهم راهب أو يستهويهم هوي من أي نوع , يقيمون العدل بميزان العدل لكل مواطن دون ما فرق بين وزير وغفير أو غني وفقير , فاعلم أن هذه الأمة .. أمة محترمة ثابتة الأركان قوية البنيان , اساسها قوي ومتين , و مؤسساتها تحظي بالإستقرار المكين , مزدهرة في كل أنشطتها علي كافة الأصعدة.

هذه إستهلالة لا بد منها حتي أخلص لموضوع المقال وهو إستقلال وإجلال القضاء وإحترام وتوقير القضاة عامة.

بهذه المقاييس التي سقتها في الإستهلالية هل نستطيع أن نقول أن مصر تنعم بهذه الصفات التي ذكرتها وأهمها هيبة القضاة وتوقيرهم؟ , إن ما نراه في قاعات المحاكم من إرهاب وإهانة للقضاة , وما نراه من تهديد لهذه الفئة العظيمة من الرجال , رجال سخرهم الله لإقامة عدله علي الأرض , تهديد لحياتهم وحياة أسرهم وحرق ممتلكاتهم الخاصة حتي وصل الأمر إلي قتل أبنا عزيزا لأحد القضاة الشرفاء منذ يومين أو ثلاثة والذي نحتسبه عند الله شهيدا.

 أليس كل هذا ينبأ بالإجابة علي تساؤلي: هل مصر تنعم بمقاييس الدول المحترمة في تعظيم أهم ركن من أركان الدولة وأساسها الذي بنيت عليه ألا وهو القضاء ورجاله الغر الميامين .. أترك الإجابة لك أيها القاريء الفطين.

لو كان النظام المصري منذ عهود وإلي الآن أدرك أهمية مؤسسة القضاء في بناء الدولة الحديثة المحترمة لما ترك رجال القضاء بلا شرطة قضائية تحميهم حتي الشرطة المتواجدة في ساحات و قاعات المحاكم هي شرطة مترهلة لا تستطيع حماية القضاة علي المنصة أو منع المندسين الإرهابيين أو ذويهم من دخول هذه القاعات فما بالكم بحمايتهم في منازلهم وحماية أسرهم وممتلكاتهم من يد الإرهاب المجرم.

وأخيرا أقول للمسئولين في هذا الوطن أنه لا قدر الله إذا سقط النظام القضائي في مصر سوف لا تكون هناك مصر بل ستكون مجرد صفحات في كتب التاريخ لأجيال قد تأتي بعدنا تدرك قيمة القضاء ورجاله الأجلاء.